responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 203
وَلَو هم مني خاطر بالتفاتة ... لما كَانَ لي إِلَّا إِلَيّ تلفتي
وَلَو لم أؤد الْفَرْض مني إِلَيّ لم ... يَصح بِوَجْه لي وَلم تبر ذِمَّتِي
وَكنت على أَنِّي أوحد ظَاهرا ... فَفِي باطني قد دنت بالثنوية
كَذَا من يكن قد صَحَّ عقد وداده ... وَلم يتهم يَوْمًا بسقم عقيدة
وينفي اتِّصَال النَّفس بِالْعقلِ وَاقِفًا ... على حس مَا فِي عَالم الْحس أبلت
فَإِن قهرت فِيهِ قوى الْجِسْم ألحقت ... بعالمها مملوة بالمسرة
وَإِن قهرت فِيهِ قوى النَّفس لم تصل ... اليه طوال الدَّهْر يَوْمًا بحيلة
وَتبقى كَمَا قد جَاءَ تهوى وليتها ... هوت ماهوت ثمَّ ارعوت واستقرت
وَلكنهَا تبقى بنيران حسرة ال ... بعاد تقاسي ضيق أغلال كربَة
مذبذبة لَا عَالم الْعقل أدْركْت ... وَلَا عَالم الْأَجْسَام فِيهِ تبقت
فترجع إِلَى أحدى الحنين حنينها ... إِلَى عَالم الْعقل الَّذِي عَنهُ صدت
وهيهات أَن يطوى لسير حنينها ... اليه الَّذِي قد حَال من بعد شقة
وأنى لَهَا والحس قد حَال بَينهَا ... وَبَين حماه أَن تفوز بنظرة
إِذا ذكرته هز هامس طائف ... من الشوق لَو هز الْجبَال لهدت
وَمَا ذَاك بالمدني إِلَيْهِ وَلَا الَّذِي ... إِذا لم يكن يدني فربح بوقفة
أسى كلما قيل انْقَضتْ مِنْهُ لوعة ... أُعِيدَت بِأُخْرَى مثلهَا مستحثة
تَزُول الْجبَال الشم وَهِي مُقِيمَة ... على حَالَة منكوسة مستمرة
وَذَلِكَ أَمر نسْأَل الله عصمَة ... منجية مِنْهُ وَمن كل حيرة
ألم يَك فِيمَا نَالَ آدم عِبْرَة ... ومتعظ للعاقل المتثبت
على قربه من ربه واصطفائه ... ومنحته اياه أعظم منحة
وابعاده من بعد ذَاك وصده ... وتجريعه إِيَّاه أعظم غُصَّة
وَلم يَأْتِ ذَنبا عَامِدًا غير أَنه ... بِأول حكم الله طَالب رخصَة
فَأَخْطَأَ فِي التَّأْوِيل جهلا فحطه ... إِلَى الارض من أَعلَى الْجنان المنيفة
وَلم يخف مَا لَاقَى إِذْ انحط هابطا ... إِلَى الارض من هول الْأُمُور الْعَظِيمَة
وَمَا زَالَ يَدْعُو الله سرا وجهرة ... وحاول مِنْهُ الْعَفو عَنهُ بتوبة

نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست