responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 200
وَمن لم يصني صنت وَجْهي ببرقع ... وصور فِيهِ صُورَة دون صُورَتي
ليمتحن الْخطاب لي إِذْ يرونها ... أيلهون عني أم يتمنون خطبتي
وماهي إِلَّا عَبدة لي جميلَة ... تظن وَمَا افعالها بجميلة
فَمَا كَانَ إِلَّا ان رأى النَّاس وَجههَا ... فهاموا بهَا فِي فج وَجه ووجهة
وَيعلم مَا قد كَانَ بالْأَمْس وَالَّذِي ... يكون غَدا أوكائن بعد بُرْهَة
ويخبر بِالْأَمر المغيب مثل مَا ... يخبر عَن مَا كَانَ مِنْك بِحَضْرَة
وَيعلم مَا مَفْهُوم معنى معبر ... لسامعه عَنهُ بِوَحْي النُّبُوَّة
وَمَا الْوَحْي إِلَّا خلع نفس قَوِيَّة ... ملابس إحساس على الْعقل غطت
وأنى لَهَا نَحْو الْمُحِيط بذاتها ... على عَالم الْعقل الَّذِي عَنهُ شبت
وَإِدْرَاك مَا يلقى اليها هُنَاكَ من ... إشارات رمز للعقول دقيقة
وإفهام أفهام النُّفُوس لطائف ال ... مَعَاني الَّتِي فِي ذَاتهَا قد تهيت
وَمَا أطرب الْأَرْوَاح منا لَدَى الفنا ... سوى نغمات أدركتها قديمَة
وَذَلِكَ أَن النَّفس قبل اتصالها ... بتدبيرها الْجِسْم الَّذِي قد تولت
وعى سَمعهَا من طيب ألحان نَغمَة ... ينغمها الأفلاك أعظم لَذَّة
إِذا أَقبلت اجرامها باصطكاكها ... يرجعها فِي قطعهَا كل ذرْوَة
وشذت لبعد الْعَهْد عَنْهَا فَلم تكن ... تذكرها إِلَّا بتجديد نَغمَة
فَلَمَّا أحست بِالسَّمَاعِ بِمِثْلِهَا ... تذكرت الْعَهْد الْقَدِيم فحنت
وحاولت التَّجْرِيد عَن عَالم الفنا ... إِلَى الْعَالم الْبَاقِي الَّذِي عَنهُ شَذَّ
فجاذبها الْجِسْم الزِّمَام وَأَقْبَلت ... تجاذب فاهتزت لذاك برقصة
وَلَا شكّ فِي أَن الْعُقُول محيلة ال ... مسامع والأبصار للحس رنت
فَإِن لم يكن فِي عَالم الْعقل مَا يرى ... وَيسمع كَانَت تِلْكَ غير مفيدة
وَذَلِكَ تَعْطِيل وَلَيْسَ بحكمة ... يعطلها عماله قد أعدت
وَقد يطرب الدولاب عِنْد حنينه ... فَكيف حنين النغمة الفلكية
وناهيك أَن الطِّفْل عِنْد بكائه ... يغنى فيغشاه سكينَة سكتة
وَيذْهل عَمَّا كَانَ فِيهِ من الْأَذَى ... وتبدو لنا مِنْهُ مخايل طربة

نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست