responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 199
وكل أَبوهُ آدم ويخص ذَا ... لذا خص ذَا من سر معنى النُّبُوَّة
وَمن أعجب الْأَشْيَاء فرعا أرومة ... وَمَا اتحدا بالطبع فِي الثمرية
بِأَيّ لِسَان أوثر الشُّكْر مثنيا ... عَلَيْك بِمَا أوليتني من فَضِيلَة
وأكملت من عَقْلِي ووصفي وصورتي ... وفهمي وأحشائي وحولي وقوتي
وصفحك عني إِن عصيت تكرما ... وَوَعدك لي عَن طَاعَتي بالمثوبة
وَهل مُمكن إحصاء ذرات كلما ... على الأَرْض من كُثْبَان رمل مهيلة
وإحصاء مَا فِي الْبَحْر من كل قَطْرَة ... بِحَيْثُ يُحِيط المحصي مِنْهَا بعدة
وَذَلِكَ أَمر مُسْتَحِيل وَكلما اس ... تحال فمنفي لحكم الضَّرُورَة
وَمَا كل هَذَا لَو أتيت بضعفه ... من الشُّكْر أدنى شكرا أَصْغَر حَبَّة
فَكيف بشكري كل عُضْو وَقُوَّة ... جعلت لنفعي عِنْد تأليف بنيتي
وشكر الَّتِي قد حجبت بِي وانها ... لأظهر لي من نور شمس تبدت
بعيدَة أطلال الديار قريبَة ... وأعجب شَيْء بعد دَار قريبَة
بهَا مثل مَا بِي من هَواهَا وَعِنْدهَا ... من الود مَا لَيْسَ دون مودتي
وَقد أدركتها رقة لي أطمعت ... بنيل المنى لَوْلَا مَخَافَة وفقتي
وَقلت لَهَا مني عَليّ بنظرة ... أنال بهَا من حسن وَجهك منيتي
ألم تعلمي مَا حل بِي مِنْك من جوى ... وكابدت من أشجان قلب ولوعة
فان الْجبَال الشم وَهِي رواسخ ... لَو احتملت بعض الَّذِي بِي لدكت
فأحزان قلبِي لَا تجود بسلوة ... واجفان عَيْني لَا تسح بدمعة
وَلَوْلَا حنيني لم تحن مَطِيَّة ... وَلَوْلَا نواحي لم تَنَح ورق أيكة
وَلَوْلَا خطابي لم يَقع عين عَابِد ... عَليّ لما مني الصبابة أبلت
فَلَا مَاء إِلَّا بعض فيض مدامعي ... وَلَا نَار إِلَّا دون أنفاس زفرتي
فَقَالَت بعيني مَا لقِيت وانه ... ليؤلم قلبِي أَن تشاك بشوكة
واني على مَا فِي من صلف البها ... لراغبة فِي الْوَصْل أعظم رَغْبَة
وَلَكِن وشَاة السوء فِيك كَثِيرَة ... وَلَيْسَت مَعَ الواشين تمكن رؤيتي
وانت فمغرى بالحسان وانني ... لأكْره مَا بِي أَن أرى وَجه ضرتي

نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست