6-وقال عمير بن حبيب الخطمي وغيره من الصحابة: ((الإيمان يزيد وينقص، فقيل له وما زيادته ونقصانه؟ فقال: إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه)) [1] . وعنهم في الباب كثير، وعمَّن بعدهم أكثر.
7-ولذا روى اللالكائي بسند صحيح عن الإمام البخاري أنه قال: ((لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار، فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان: قول وعمل ويزيد وينقص)) اهـ [2] .
ولذا نقل ابن عبد البر – في التمهيد – الإجماعَ على ذلك فقال: ((أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية. والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والطاعات كلها عندهم إيمان)) اهـ [3] .
والمقصود تكاثر القول عن الأوائل في تحقيق زيادة الإيمان ونقصانه وهي من الكثرة بمكان.
وهذه المسألة أعني مسألة زيادة الإيمان ونقصانه أظهر المسائل التي تبين آثار الاختلاف في الإيمان، وهي المحك الذي يفترق عليه حقيقة قول أهل السنة والجماعة مع مخالفيهم في مسائل الإيمان التي هي بالأسماء والأحكام.
أسباب زيادة الإيمان ونقصانه:
وهي الأسباب التي إذا حصلها العبد وسعى في طلبها وفعلها تقرباً إلى الله زاد إيمانه بذلك، وإن كان على ضدها نقص، ومنها: [1] نقله في الإيمان الأوسط (7/505) ، وقال عقبة: ((فهذه الألفاظ المأثورة عن جمهورهم)) اهـ، ورواه عبد الله بن أحمد في السنة (1/315) . [2] في شرح أصول السنة 2/172 (320) ، وانظر الفتح (1/60-61) ، وكلام السلف الصالح – رضي الله عنهم- منثور في كتب السنة والآثار، وكتاب الإيمان من الإبانة لابن بطة، وتعظيم قدر الصلاة للمروزي، وكتاب السنة للخلال المتضمن للإيمان للإمام أحمد، والإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام، ولابن أبي شيبة، والآجري في الشريعة، وابن أبي عاصم في السنة وغيرهم، رحمهم الله وجزاهم خيراً. [3] من التمهيد له (9/238) .