responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر نویسنده : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    جلد : 1  صفحه : 520
فهذا زعم باطل لأن إضافة أفعال العباد إليهم فعلاً وكسباً لا ينفي إضافتها إليه ـ سبحانه ـ خلقاً ومشيئة فهو ـ سبحانه ـ الذي شاءها وخلقها حقيقة وهم الذين فعلوها وكسبوها حقيقة فلو لم تكن مضافة إلى مشيئته وقدرته وخلقه لاستحال وقوعها منهم إذ العباد أعجز وأضعف من أن يفعلوا ما لم يشأه الله ولم يقدر عليه ولا خلقه" أ. هـ1.
وهناك آيات كثيرة وردت في كتاب الله ـ تعالى ـ وهي تدل على ما دلت عليه هذه الآية من السورة مثل قوله ـ تعالى ـ {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْء} 2 فيدخل في هذا العموم الأعيان والأفعال من الخير والشر.
وقوله ـ تعالى ـ: {أَمْ جَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء} 3.
قال البيهقي: عقب هذه الآية: "فنفى أن يكون خالق غيره، ونفى أن يكون شيء سواه غير مخلوق، فلو كانت الأفعال غير مخلوقة لكان الله ـ سبحانه ـ خالق بعض الأشياء دون جميعها وهذا خلاف الآية، ومعلوم أن الأفعال أكثر من الأعيان، فلو كان الله خالق الأعيان والناس خالقي الأفعال لكان خلق الناس أكثر من خلقه ولكانوا أتم قوة منه وأولى بصفة المدح من ربهم ـ سبحانه ـ ولأن الله ـ تعالى ـ قال: {وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} 4 فأخبر أن أعمالهم مخلوقة لله ـ عز وجل ـ أ. هـ5.
ولا يقال إن "ما" مصدرية ـ أي خلقكم وعملكم ـ لأن سياق الآية يأباه لأن الخليل عليه الصلاة والسلام إنما أنكر عليهم عبادة المنحوت لا النحت والآية تدل على أن المنحوت مخلوق لله ـ تعالى ـ، وهو ما صار منحوتاً إلا بفعلهم فيكون ما هو من آثار فعلهم مخلوقاً لله ـ تعالى ـ ولو لم يكن النحت مخلوقاً لله ـ تعالى ـ لم يكن المنحوت مخلوقاً له، بل الخشب أو الحجر لا غير"6.

1- المصدر السابق.
2- سورة غافر آية: 62.
3- سورة الرعد آية: 16.
4- سورة الصافات آية: 96.
5- الاعتقاد ص59 ـ 60.
6- شرح الطحاوية ص496، وانظر مجموع الفتاوى 8/79.
نام کتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر نویسنده : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    جلد : 1  صفحه : 520
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست