كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [1].
فالله ـ عز وجل ـ أرسل الرسل وأنزل عليهم الكتب، وخلق السموات والأرض ليعرفه العباد ويعبدوه ويوحدوه ويكون الدين كله لله والطاعة كلها له ـ وحده لا شريك له ـ، ويفردوه بتوحيد الألوهية.
فتوحيد الألوهية هو حقيقة دين الإسلام فقد كانت الشهادتان أول ركن من أركانه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً" متفق عليه[2].
وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ... " الحديث[3] فتوحيد العبادة هو أول واجب على المكلف لا النظر ولا القصد إلى النظر ولا الشك كما هي أقوال لمن لم يعرف ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من معاني القرآن والسنة فهو أول واجب كما قال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" [4] وهو آخر ما يخرج به من الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" [5] بل إن أول وصية في القرآن وأول أمر فيه هو الدعوة إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة كل ما سواه، ومن سواه من الآلهة المزعومة سواءً كان من الجن أو أي مخلوق آخر فروح الإسلام وقطب رحاه الذي يدور عليه هو توحيد الله ـ تعالى ـ بتوحيد العبادة. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [6].
1- سورة آل عمران آية: (64) .
2- صحيح البخاري: 1/11، صحيح مسلم ج1/45، سنن الترمذي: 4/119 النسائي 8/107 ـ 108.
3- صحيح مسلم 1/80، النسائي 5/2.
4- رواه أحمد في مسنده من حديث ربيعة بن عباد الديلمي 3/492.
5- المستدرك للحاكم وصححه 1/351 من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.
6- سورة المدثر آية: (1 ـ 5) .