responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر نویسنده : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    جلد : 1  صفحه : 232
وأما السجود العام فكقوله تعالى: {وَللهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} 1.
فهذا السجود هنا سجود عام لكل مخلوق طوعاً وكرهاً وهو أعم من السجود الذي ذكره الله في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ والشَّجًرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} 2. فهذه الآية خص فيها بالسجود كثيراً من الناس وعمهم بالسجود في قوله: {وَلله يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ} 3.
وهذا السجود هو سجود الذل والقهر والخضوع فكل أحد خاضع لربوبيته ـ تعالى ـ ذليل لعزته مقهور تحت سلطانه ـ تعالى ـ4.
وأما قوله تعالى في تمام الآية: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} .
بين الله في هذا الجزء من الآية أنه لا يستوي عنده من وحده وأخلص له العبودية ومن جعل لله الأنداد وأشرك بالله غيره ولم يخلص له العبادة.
قال ابن كثير: "أي: هل يستوي هذا والذي قبله ممن جعل لله أنداداً ليضل عن سبيله. {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} أي: إنما يعلم الفرق بين هذا وهذا من له لب وهو العقل" أ. هـ5. فأولو الألباب أهل العقول السليمة هم الذين يدركون الفرق بين مكانة الموحد الطائع لربه آناء الليل، وآناء النهار ومكانة المشرك بالله العاصي لخالقه، فالعابد لله الذي أفرد الله بجميع أنواع العبادات كريم عند الله ـ تعالى ـ، وأما من جعل له الأشباه والنظائر فهو مهين عنده ـ سبحانه ـ قال تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} 6.

1- سورة الرعد آية: 15.
2- سورة الحج آية: 18.
3- سورة النحل آية: 49.
4- مدارج السالكين 1/106 ـ 107.
5- تفسير ابن كثير 6/82 ـ 83.
6- سورة الحج آية: 18.
نام کتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر نویسنده : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست