responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر نویسنده : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    جلد : 1  صفحه : 181
قال ابن كثير: "وقوله: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ} أي: إنما أمرت بإخلاص العبادة لله ـ وحده ـ لا شريك له"1.
وأما الآية الرابعة: فهي قوله تعالى: {وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} .
وهذه الآية أيضاً: فيها أمر من الله ـ جل جلاله ـ لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن يكون أول المسلمين من أمته. قال أبو عبد الله القرطبي2: "وكذلك كان فإنه كان أول من خالف دين آبائه وخلع الأصنام، وحطمها وأسلم لله وآمن به ودعا إليه صلى الله عليه وسلم" اهـ3.
والحال كما أخبر به القرطبي فإنه عليه الصلاة والسلام كان سباقاً إلى امتثال أمر الله لأنه الداعي للخلق إلى ربهم فيقتضي أن يكون أول منفذ لأمر الله ومطبقاً له، وأول من يسلم وجهه لله، وهذا الأمر لا بد من وقوعه منه عليه الصلاة والسلام وكذلك لا بد أن يكون من ادعى أنه من أتباعه فلا بد من الإسلام في جميع الأعمال الظاهرة والإخلاص لله في جميع الأعمال الظاهرة والباطنة.
وأما الآية الخامسة: فهي قوله تعالى: {قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي} .
هذه الآية أيضاً: نصت على أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلن لكفار قريش أنه لا يعبد إلا لله العبادة الخالصة ويفرده وحده بالطاعة.
قال ابن جرير حول هذه الآية: {قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي} "قل يا محمد لمشركي قومك: الله أعبد مخلصاً، مفرداً له طاعتي، وعبادتي لا أجعل له في ذلك شريكاً ولكني أفرده بالألوهية، وأبرأ مما سواه من الأنداد والآلهة" اهـ4.
وأما الآية السادسة: فهي قوله تعالى: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} .

1- تفسير القرآن العظيم 6/83.
2- هو: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج الأنصاري الخزرجي الأندلسي، أبو عبد الله القرطبي، من كبار المفسرين صالح متعبد من أهل قرطبة، توفي سنة إحدى وسبعين وستمائة هجرية. انظر ترجمته في مقدمة كتاب: "الجامع لأحكام القرآن"، طبقات المفسرين 2/69 ـ 71، الأعلام 6/217.
3- الجامع لأحكام القرآن 15/242.
4- جامع البيان 23/204.
نام کتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر نویسنده : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست