responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع الأنوار البهية نویسنده : السفاريني    جلد : 2  صفحه : 83
وَالنُّجَبَاءُ مِنْ مِصْرَ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الشَّرْقِ حَتَّى يَأْتُوا مَكَّةَ فَيُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إِلَى الشَّامِ وَجِبْرِيلُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ وَمِيكَائِيلُ عَلَى يَسَارِهِ وَمَعَهُ أَهْلُ الْكَهْفِ أَعْوَانٌ لَهُ فَيَفْرَحُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ وَالْوَحْشُ وَالْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ وَتَزِيدُ الْمِيَاهُ فِي دَوْلَتِهِ وَتَمْتَدُّ الْأَنْهَارُ وَتُضْعِفُ الْأَرْضُ أُكُلَهَا فَيَقْدَمُ إِلَى الشَّامِ فَيَأْخُذُ السُّفْيَانِيَّ فَيُذْبَحُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَغْصَانُهَا إِلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ. وَالَّذِي يَظْهَرُ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ رِوَايَاتِ ذَبْحِ السُّفْيَانِيِّ أَنَّهُ يُذْبَحُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ هُوَ أَوْ وَزِيرُهُ وَالَّذِي يُذْبَحُ عَلَى الْعَتَبَةِ هُوَ نَفْسُهُ إِنْ كَانَ الْمَذْبُوحُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَزِيرَهُ أَوْ وَزِيرُهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَذْبُوحُ. ثُمَّ تُمَهَّدُ الْأَرْضُ لِلْمَهْدِيِّ وَيَدْخُلُ فِي طَاعَتِهِ مُلُوكُ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ وَيَبْعَثُ بَعْثًا إِلَى الْهِنْدِ فَتُفْتَحُ وَيُؤْتَى بِمُلُوكِ الْهِنْدِ إِلَيْهِ مُقْفَلِينَ وَتُنْقَلُ خَزَائِنُهَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَتُجْعَلُ حِلْيَةً لِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَيَمْكُثُ فِي ذَلِكَ سِنِينَ» .
وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي مُدَّةِ مُلْكِ الْمَهْدِيِّ فَفِي بَعْضِهَا يَمْلِكُ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ سِتًّا - بِالتَّرْدِيدِ - وَفِي بَعْضِهَا: تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ شَهْرًا، وَفِي بَعْضِهَا: عِشْرِينَ، وَفِي بَعْضِهَا: ثَلَاثِينَ، وَفِي بَعْضِهَا: أَرْبَعِينَ مِنْهَا تِسْعُ سِنِينَ يُهَادِنُ الرُّومَ فِيهَا.
وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ عَلَى تَقْدِيرِ صِحَّةِ الْكُلِّ بِأَنَّ مُلْكَهُ مُتَفَاوِتُ الظُّهُورِ وَالْقُوَّةِ فَيُحْمَلُ الْأَكْثَرُ بِاعْتِبَارِ جَمِيعِ مُدَّةِ الْمُلْكِ مُنْذُ الْبَيْعَةِ وَالْأَقَلُّ عَلَى غَايَةِ الظُّهُورِ وَالْأَوْسَطُ عَلَى الْأَوْسَطِ. قَالَ فِي الْإِشَاعَةِ: وَهَذَا الَّذِي تَقْتَضِيهِ بِشَارَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَهْدِيِّ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعَوِّضُهُمْ عَنِ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ قِسْطًا وَعَدْلًا، وَاللَّائِقُ بِاللَّهِ تَعَالَى أَنْ تَكُونَ مُدَّةُ ذَلِكَ بِقَدْرِ مَا يَنْسَوْنَ فِيهَا الظُّلْمَ وَالْجَوْرَ وَالْفِتَنَ، وَالسَّبْعُ وَالتِّسْعُ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ مَعَ أَنَّهُ فِي مُدَّتِهِ تُفْتَحُ الدُّنْيَا كُلُّهَا كَمَا فَتَحَهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ وَسُلَيْمَانُ وَيَدْخُلُ جَمِيعَ الْآفَاقِ كَمَا فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ، وَيَبْنِي الْمَسَاجِدَ وَالْبُلْدَانَ وَيُحَلِّي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَهَذَا يَقْتَضِي مُدَّةً طَوِيلَةً مَعَ مَا وَرَدَ أَنَّ الْأَعْمَارَ تَطُولُ فِي زَمَانِهِ فَطُولُهَا مُسْتَلْزِمٌ لِطُولِ مُدَّتِهِ وَالتِّسْعُ وَنَحْوُهَا لَيْسَتْ مِنَ الطُّولِ فِي شَيْءٍ وَلَا سِيَّمَا مُهَادَنَتُهُ لِلرُّومِ تِسْعَ سِنِينَ ثُمَّ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَرُومِيَّةَ الْمَدَائِنِ وَغَيْرِهِمَا وَهَذَا يَقْتَضِي طُولَ مُدَّتِهِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

نام کتاب : لوامع الأنوار البهية نویسنده : السفاريني    جلد : 2  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست