وحكمنا هذا ليس رأياً رأيناه وليست نظرية ابتدعناها، وأنما هو امتداد لحكم هذا الكتاب الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فالقرأن الكريم (لا نحن) هو الذي حكم على هؤلاء القبوريين بالكفر وأدأنهم بالشرك.
فقال لي: (في هدوئه المعروف) لا داعي لتكرار هذا القول المجمل، فأنا أعرفه عنكم، وهو لا يزال في نظري مجرد دعوى، والدعوى بدون دليل لا تقبل، فما هو الدليل المفصل المقنع؟! أن الموضوع أكبر وأخطر من إرسال الكلام على عواهنه، فأنتم بإقدامكم على تكفير المسلمين بمثل هذه السرعة واللامبالاة، قد أحدثتم فتنة عمياء بين المسلمين لا يزالون يخبون في غمارها حتى الأن.
تمويه القبوريين:
فقلت له: أنتم لا تزالون واقعين تحت تأثير دعايات مضلله كبيرة، فهي التي سدت عليكم منافذ التفكير وجعلتكم تعتقدون فينا ما تعتقدون وتظنون بنا ما تظنون ...
وعلى العموم فأنتم أحرار، ولكم أن تسموا ما قمنا ونقوم به فتنة، أو تهوراً أوتسرعاً، أو أي شيء آخر يحلو لكم.
غير أن هذا كله لا يغير من الحقيقة المشرقة شيئاً، وهي أننا قوم نظرنا في كتاب الله تعالى وتدبرناه كما أمرنا الله أن نتدبر.
فأبصرنا وصفاً وصف الله به المشركين الأولين، ينطبق (تماما) على هؤلاء القبوريين الذين يدعون الأموات ويستغيثون بهم ويتضرعون إليهم،