نام کتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت يوسف السعيد نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 160
دعوتهم إلى الحق والمحافظة عليه ما يسود منه وجه القرطاس, وتشيب منه لمم المداد.
والأنبياء[1] عليهم السلام وأتباعهم المؤمنون وإن كانوا يبتلون في الأول, فالعاقبة لهم:
كما قال تعالى لما قص قصة نوح: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [2].
وفي الحديث المتفق على صحته لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسولا إلى ملك الروم, فطلب من يخبره بسيرته- وكان المشركون حينئذ أعداءه, لم يكونوا آمنوا به- فقال: "كيف الحرب بينكم وبينه؟ قالوا: الحرب بيننا وبينه سجال, يدال علينا مرة وندال عليه أخرى, فقال: كذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة"[3].
فإنه كان يوم بدر نصر الله المؤمنين ويوم أحد ابتلي المؤمنون, ثم لم ينصر الكفار بعدها, حتى أظهر الله تعالى الإسلام.
فإن قيل: ففي الأنبياء من قد قتل, كما أخبر الله تعالى في الآيات السابقة أن بني إسرائيل يقتلون بغير الحق, وفي أهل الفجور من يؤتيه ملكا وسلطانا يسلطه على المتدينين كما سلط بخت نصر على بني إسرائيل, وكما سلط كفار المشركين وأهل الكتاب أحيانا على المسلمين؟. [1] من هنا يبدأ النقل من كتاب الجواب الصحيح (6/412-425) , وسأشير إلى نهايته في موضعه. [2] هود:49 [3] أخرجه البخاري في صحيحه –كتاب بدأ الوحي –باب كيف كان بدأ الوحي إلى رسول الله. صلى الله عليه وسلم. (1/5-7) .
نام کتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت يوسف السعيد نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 160