نام کتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت محب الدين الخطيب نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 271
السلام حِينَ قَالَ لَهُم ما قال؟ فقِيلَ: قالوا عاجِزِينَ عن المُحاجَّةِ: {أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} [يونس: 78] أيْ: المُلكُ. كَما رُويَ عَنْ مجاهِدٍ، وَعَنِ الزَّجَّاجِ أنَّه سُمِّيَ المُلْكُ كِبْرِياءَ، لأنَّه أكبرُ ما يُطلَبُ مِن أمرِ الدّنيا. فَكُلُّ مَن دعا إلى الحَقِّ رَماه مَن كان على المَسْلَكِ الجاهلِيِّ أنَّ قَصْدَه مِنَ الدَّعْوةِ طَلَبُ الرِّئاسَةِ والجاهِ، مِن غَيرِ أنْ يَنْظُروا إلى ما دَعا إليه، ومَا قَامَ عَلَيْهِ مِنَ البَراهِينِ.
[رمي المؤمنين بالفساد في الأرض]
رمي المؤمنين بالفساد في الأرض (الثامنة والخمسون) : رمْيُ المؤمِنينَ بالفسادِ في الأرضِ. شاهِدُ هَذِهِ المَسْأَلة آياتٌ كَثيْرة، حاصِلُها أنَّ المخالِفينَ لَهُمْ مِنَ المؤمِنين مُفْسِدونَ فِي الأرضِ. انظُرْ إلى قَولهِم في أَوائِلِ سورةِ "البَقَرَةِ" الآية: 11، كَيْفَ ادَّعوا أنَّهُم هُم مُصْلِحونَ، وقد رَدَّ الله عليهم بقوله: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 12] البقرة: 12. وَهَكَذا من هو على شاكِلَةِ أولَئكَ، مِنَ الذينَ اسْتَحَلُّوا غَيَّهُمْ وتَمَكَّنَتْ بِدَعُهُمْ مِنْ قُلوبِهِمْ:
ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ ... يَجِدْ مُرًّا بِهِ الماءَ الزُّلالا
نسأله تعالى أَنْ يُثبتَ قُلوبنَا عَلى دينهِ القَويمِ، وأقدامَنا على الصِّراطِ المُستقيم.
[رمي المؤمنين بتبديل الدين] رمي المؤمنين بتبديل الدين (التاسعة والخمسون) : رمي المؤمِنينَ بِتَبْديلِ الدِّين. قال تعالى في سورة [غافر: 26] : {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26] اعتقدوا أنَّ ما هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الضَّلالِ هو الدِّينُ الحقُّ، وَمَنْ أراد تَحْويلَهُمْ عَنِ اعْتِقادِهِمُ الكاسِدِ، وصَرْفَهُمْ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الغَيِّ، [فَقَدْ أرادَ] إخراجهُم من الدِّينِ، وإفسادًا في الأرْضِ. وَهَكذَا دَيْدَنُ أَعْدَاءِ الحَقِّ في كُلِّ عَصْرٍ".
[اتهام أهل الحق بالفساد في الأرض]
اتهام أهل الحق بالفساد في الأرض (الستون) : كَونهُمْ إذا غُلِبوا بِالحجَّةِ، فَزِعوا إلى السَّيفِ والشَّكْوى إلى المُلوكِ، وَدَعْوى احْتِقارِ السّلْطانِ، وَتَحْويلِ الرَّعِيَّةِ عَنْ دِيْنِهِ. قال تَعالى في سورةِ [الأعراف: 127] : {أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [الأعراف: 127] فانظُرْ إلى شَكْوى
نام کتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت محب الدين الخطيب نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 271