responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 185
وقال القرطبي: "ضرب الله مثلًا آخر للكفار أي أعمالهم كسراب بقيعة أو كظلمات. قال الزجاج: إن شئت مثل بالسراب وإن شئت مثل بالظلمات1"، وبهذا نرى القرطبي والزجاج يجعلان المثلين مترادفين.
وقد ذكر ابن القيم في أعلام الموقعين كلامًا جيدًا حول هذين المثلين رأيت نقله لفائدته حيث يقول: "ذكر سبحانه للكافرين مثلين: مثلًا بالسراب ومثلًا بالظلمات المتراكمة؛ وذلك لأن المعرضين عن الهدى والحق نوعان: أحدهما من يظن أنه على شيء فيتبين له عند انكشاف الحقائق خلاف ما كان يظنه، وهذه حالة أهل الجهل وأهل البدع والأهواء الذين يظنون أنهم على هدى وعلم, فإذا انكشفت الحقائق تبين لهم أنهم لم يكونوا على شيء, وأن عقائدهم وأعمالهم التي ترتبت عليها كانت كسراب بقيعة يرى في عين الناظر ماء ولا حقيقة له، وهكذا الأعمال التي لغير الله وعلى غير أمره يحسبها العامل ماء ولا حقيقة له، وهكذا الأعمال التي لغير الله وعلى غير أمره يحسبها العامل نافعة له وليست كذلك، وتأمل جعل الله سبحانه السراب بالقيعة -وهي الأرض القفر الخالية من البناء والشجر والنبات والعالم- فمحل السراب أرض قفر لا شيء بها، والسراب لا حقيقة له, وذلك مطابقة لأعمالهم وقلوبهم التي أقفرت من الإيمان والهدى، وتأمل ما تحت قوله: "يحسبه الظمآن" والظمآن الذي قد اشتد عطشه فرأى السراب فظنه ماء فتبعه فلم يجد شيئًا بل خانه أحوج ما كان إليه، فكذلك هؤلاء لما كانت أعمالهم على غير طاعة الرسول، ولغير الله, جعلت كالسراب فرفعت لهم أظمأ ما كانوا وأحوج ما كانوا إليها فلم يجدوا شيئًا ووجدوا الله سبحانه ثَمَّ فجازاهم بأعمالهم ووفّاهم حسابهم ...
النوع الثاني: أصحاب مثل "الظلمات المتراكمة"، وهم الذين عرفوا الحق والهدى وآثروا عليه ظلمات الباطل والضلال، فتراكمت عليهم ظلمة الطبع وظلمة الجهل حيث لم يعملوا فصاروا جاهلين، وظلمة اتباع الغي والهوى، فحالهم كحال من كان في بحر لجيّ لا ساحل له وقد غشيه موج ومن فوق ذلك الموج موجٌ ومن

1 تفسير القرطبي 12/283.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست