responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 172
وقد ذكر ابن القيم كلامًا موسعًا حول هذا المثل نقتطف منه قوله: "حقيق على كل عبد أن يستمع قلبه لهذا المثل ويتدبره حق تدبره؛ فإنه يقطع مواد الشرك من قلبه، وذلك أن المعبود أقل درجاته أن يقدر على إيجاد ما ينفع عابده وإعدام ما يضره، والآلهة التي يعبدها المشركون من دون الله لن تقدر على خلق الذباب ولو اجتمعوا كلهم لخلقه، فكيف ما هو أكبر منه؟ ولا يقدرون على الانتصار من الذباب إذا سلبهم شيئًا مما عليهم من طيب ونحوه فيستنقذوه منه، فلا هم قادرون على خلق الذباب الذي هو من أضعف الحيوانات ولا على الانتصار منه واسترجاع ما سلبهم إياه, فلا أعجز من هذه الآلهة ولا أضعف منها, فكيف يستحسن عاقلٌ عبادتها من دون الله"[1] انتهى بلفظه.
ج- مثل عجزها عن حماية غيرها: وضرب الله سبحانه وتعالى مثلًا لبيان عجز آلهة المشركين عن حماية عابديها وقلة غنائها مشبهًا إياها ببيت العنكبوت, فيقول تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [2].
يبين تعالى ذكره أن الذين اتخذوا الآلهة والأوثان من دون الله، ويرجون نفعها عند حاجتهم إليها فهم في ضعف عقولهم وسوء اختيارهم لأنفسهم كمثل العنكبوت في ضعفها وقلة احتيالها لنفسها تتخذ بيتًا ليحميها فلم يغن عنها شيئًا عند حاجتها إليه، وهؤلاء المشركون إذا حل بهم سخط الله لن يغني عنهم أوليائهم شيئًا ولن يدفعوا عنهم بأس الله، فشبه الأصنام ببيت العنكبوت وشبه المشركين بالتجائهم للأصنام كالتجاء العنكبوت لبيتها الواهن الضعيف، فكما لا يغني العنكبوت بيتها هذا لا تغني أصنامهم عنهم من الله شيئًا, وبه قال ابن عباس وقتادة وابن زيد والضحاك[3].

[1] إعلام الموقعين 1/181.
[2] سورة العنكبوت آية 41.
[3] انظر تفسير الطبري 20/152 وتفسير القرطبي 13/345 والبحر المحيط 7/152 وتفسير ابن كثير 3/414 والكشاف 3/206.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست