responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان نویسنده : السَهْسَوَاني، محمد بشير    جلد : 1  صفحه : 369
على فعل ذلك الشيء الذي طلب منه، وأما الميت والجماد فإنه عاجز ولا قدرة له على فعل شيء من الأشياء، فنقول لهم: اعتقادكم أن الحي قادر على بعض الأشياء يستلزم اعتقادكم أن العبد يخلق أفعال نفسه الاختيارية، وهو اعتقاد فاسد –إلى قوله– فيستوي الحي والميت والجماد في أن كلاً منهم لا خلق له ولا تأثير[1] والمؤثر هو الله تعالى وحده.
أقول: (أولاً) معارضة أن اعتقادكم أن الحي لا يقدر على شيء يستلزم اعتقادكم أن العبد مجبور محض لا اختيار له، وهو اعتقاد فاسد ومذهب باطل. (وثانياً) خلا أنا لا نسلم أن اعتقاد أن الحي قادر على بعض الأشياء يستلزم اعتقاد أن العبد يخلق أفعال نفسه، كيف والفرق بين القدرة والخلق جلي واضح لا يخفى على من له أدنى بصيرة؟ وقد مر تحقيق هذه المقالة فيما سلف بما لا مزيد عليه، فتذكر.
قوله: والأحاديث التي رد فيها النداء للأموات والجمادات من غير اعتقاد الألوهية والتأثير كثيرة: منها حديث الأعمى الذي تقدمت روايته عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه فإن فيه: يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك. وتقدم أن الصحابة رضي الله عنهم استعملوا ذلك الدعاء بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
أقول: الجواب على حديث الأعمى على وجوه:
(الأول) أن الحديث ضعيف، لأن في سنده عيسى بن أبي عيسى ماهان أبا جعفر الرازي التميمي وقد ضعفه أحمد والنسائي وأبو حاتم والفلاس وابن حبان وأبو زرعة كما ظهر فيما تقدم من عبارة الذهبي.

[1] إن الميت لا تأثير له، وأما الحي فله تأثير قطعاً، وهو ما يسميه الأشاعرة كسباً، وبه أسند الشرع إليه الأعمال ورتب عليها الجزاء في الدنيا والآخرة، وعلى كل حال يقال: إذا لم يكن للميت المعتقد تأثير بنفسه، ولا في إرادة الله تعالى كما هو الحق ولا هو من الأسباب العادية، فلماذا يدعونه ويطلبون منه ما لا يطلب في هداية الشرع إلا من الله تعالى بدون أمر من الله، ولا أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا اتباع لأحد من أصحابه ولا أئمة شرعه؟ وكتبه محمد رشيد رضا.
نام کتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان نویسنده : السَهْسَوَاني، محمد بشير    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست