وهو القتل والإخراج من الديار فتستحلونه {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ} [البقرة: 85، 86] هذا جزاء من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر بالبعض الآخر؛ لأن الواجب الإيمان بالكتاب كله، ولا يأخذ الإنسان ما يوافق هواه ويترك ما يخالف هواه ورغبته، هذه صفة اليهود ومن حذا حذوهم من كل من يأخذ من الكتاب ما يوافق هواه، ويترك ما يخالف هواه.
وفي الآية الأخرى: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87] أي: إذا جاءهم الرسول بما يوافق أهواءهم قبلوه، وإذا جاءهم بما يخالف أهواءهم رفضوه، ثم يكون موقفهم مع هذا الرسول الذي جاءهم بما لا يهوونه: إما أن يكذبوه، وإما أن يقتلوه، والعياذ بالله.
وفي هذا عظة للمسلمين أن لا يفعلوا مثل فعلهم، فيصيبهم مثل ما أصابهم.