أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ الدين [14]
كانوا على ملة إبراهيم، وهي ملة التوحيد والإخلاص لله - عز وجل -.
ما هي هذه الملة التي أمر نبينا - صلى الله عليه وسلم - باتباعها وأمرنا باتباعه؟ يجب علينا أن نعرفها، لأن المسلم يجب عليه أن يعرف ما أوجب الله عليه من أجل أن يمتثله، ومن أجل أن لا يخل به، لا يكفي الانتساب بدون معرفة، لا يكفي أن ينتسب للإسلام وهو لا يعرفه، ولا يعرف ما هي نواقض الإسلام، وما هي شرائع الإسلام، وأحكام الإسلام، ولا يكفي الانتساب لملة إبراهيم وأنت لا تعرفها، وإذا سئلت عنها تقول: لا أدري، هذا لا يجوز، يجب أن تعرفها جيدا من أجل أن تسير عليها على بصيرة، وألا تخل بشيء منها.
[14] قوله: أن تعبد الله مخلصا له الدين: هذه ملة إبراهيم، أن تعبد الله مخلصا له الدين. تجمع بين الأمرين: العبادة والإخلاص، فمن عبد الله ولم يخلص له الدين لم تكن عبادته شيئا، فمن عبد الله، فصام وحج وصلى واعتمر وتصدق وزكى وفعل كثيرا من الطاعات؛ لكنه لم يخلص لله - عز وجل - في ذلك، إما لأنه فعل كل ذلك رياء أو سمعة، أو أنه