responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر البراك    جلد : 1  صفحه : 72
فالعباد يوصفون بالرحمة " الراحمون يرحمهم الله " {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [1] فالعباد يوصفون بالرحمة وليس هذا من التشبيه في شيء فللمخلوق الرحمة التي تناسبه وللرب الرحمة التي تناسبه وتليق به وليست الرحمة كالرحمة ولا الرحيم كالرحيم، المخلوق كذلك يسمى رحيمًا كما قال له -عليه الصلاة والسلام- {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) } [2] فالله رءوف رحيم والنبي رءوف رحيم وليس الرءوف كالرءوف ولا الرحيم كالرحيم.
فللمخلوق من هذه الأسماء وهذه الصفات ما يناسب وللرب -تعالى- من أسمائه وصفاته ما يناسبه ويليق بعظمته وجلاله وكبريائه.
وأهل السنة والجماعة منهجهم في هذه الصفات وهذه الأسماء منهج واحد، إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات مع نفي التمثيل ونفي العلم بالكيفية وهذا معنى قول السلف في نصوص الصفات أمِرُّوها كما جاءت، يعني أمِرُّوها كما جاءت مثبتين عليه مؤمنين بها غير محرِّفين لها ولا مكيِّفين لما تدلُّ عليه بلا كيْف.
فأهل السنة والجماعة يثبتون لله -سبحانه وتعالى- صفة الرحمة على حقيقتها حقيقة، وأما أهل الكلام أهل البدع والضلال فهم ينفون حقيقة عندهم ويفسرون الرحمة في حقه بنحو ما يفسرون به المحبة فيما سبق يفسرونها بالإرادة أو بما يخلق الله من النعم والمنافع التي ينتفع بها العباد وينفون حقيقة الرحمة.
الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ينفون حقيقية الرحمة؛ لأنهم يقولون إن الرحمة رقة تعتري من قامت به الرحمةُ وهذا ما لا يليق به -سبحانه- الرقة فيها ضعْف وهذا خطأ هذا تفسير لرحمة المخلوق هي التي يعبَّر عنها بأنها رقة تعتري مَن قامت به تعتريه رقة وانفعال، هذه رحمة المخلوق فبسبب هذا التوهُّم لما توهموا من إثبات صفة الرحمة أنها مثل رحمة المخلوق نفوا حقيقة الرحمة وفسروها أنها رحمة بالإرادة.

[1] - سورة الفتح آية: 29.
[2] - سورة الأحزاب آية: 43.
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر البراك    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست