نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 33
والعجيب أن يوافقهم على هذا القول بعض المنتسبين للإسلام كالعقاد[1] في كتابه "الله جل جلاله"[2] وعبد الكريم الخطيب في كتابه "قضية الألوهية بين الفلسفة والدين"[3].
وقد زعم أصحاب هذا القول أن لهم عليه دليلين:
أولا: القياس على الصناعة، فكما أن الإنسان قد تطور في صناعته فهو كذلك تطور في ديانته.
ثانياً: أن حفريات الآثار دلتهم على أن الناس وقعوا في الشرك وتعدد الآلهة وأن الإنسان عرف التوحيد متأخراً [4].
وهذا في الواقع قياس فاسد، واستدلال باطل، فقولهم أن الدين كالصناعة قياس مع الفارق لعدة أمور:
أولاً: أن الصناعات شيء مادي، والأديان شيء معنوي، فكيف يقاس شيء معنوي غير محسوس على شيء مادي محسوس فهو كمن يقيس الهواء على الماء.
ثانيا: أن الصناعة تقوم على التجربة والملاحظة وتظهر النتائج بعد استكمال مقوماتها، بخلاف الدين الذي لا يقوم على ذلك ولا تظهر نتائجه في هذه الحياة الدنيا.
ثالثا: يلزم من هذا القياس أن يكون الإنسان في هذا الزمن صادق التدين خالص التوحيد، لأن الصناعة قد بلغت مبلغاً عاليا من التطور، والواقع خلاف ذلك فإن الإنسان أحط ما يكون من الناحية الدينية، إذ أن الإلحاد متفشٍ في أكثر بقاع العالم. كما يلزم منه أن لا يوجد شرك في هذا الزمن، والواقع [1] عباس بن محمود العقاد أديب مصري توفي سنة 1383هـ.الأعلام 3/266 [2] انظره في - ص (7/35) من الكتاب. [3] انظره - ص (70-95) . [4] انظر: كتاب "الله جل جلاله" للعقاد ص (7،27) .
نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 33