نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 285
وألفاظه، وإنما يكتبها ويعبر عنها الكاتب وفق عقيدته وتصوره.
مثال ذلك أن المثال السابق المذكور عن وقت الساعة من إنجيل متى، ورد فيه (أبي وحده) [1]، وقد ذكر مرقس في (13/32) هذه الجملة إلا أنها عنده هكذا "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب". فهنا قال الأب بدون ياء النسب وهناك في "متى" قال "أبي" وبينهما فرق عظيم.
ثانياً: أن النصارى لا يعتقدون أن الله أبٌ للمسيح أبوة حقيقية من ناحية أن الأب غير الابن وأنه قبله في الوجود، بل يرون ويعتقدون أن الله تعالى أب للمسيح وهو في نفس الوقت هو هو، ليس هو غيره، حيث يقولون إنهم جوهر واحد، ولم يسبق الأب الابن في الوجود، وهذا يجعل كلمة الأب الواردة في الأناجيل لديهم ليس لها مفهوم حقيقي، وهذا يبطل استدلالهم بهذه النصوص ويجعلهم يستدلون بها على غير ما يقصدون ويعتقدون.
ثالثاً: على فرض صحة الروايات الواردة لديهم في الأناجيل في كلمة "الأب" فيجب أن تفسر على معنى غير الأبوة الحقيقة لأمرين:
1- أنهم أوردوا على لسان المسيح كلاماً كثيراً لا يمكن أن يحمل على المعنى الظاهري بل لابد من حمله على المجاز كقوله "فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة" يوحنا (6/35) وأيضا أنه قال لليهود "أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم [1] انظر ص 248.
نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 285