نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 25
علوم وفنون وفلسفات، ولكن لم توجد جماعة بغير ديانة " [1].
فهذه الدلالات المؤكدة، والحقيقة التي لا تقبل الجدل في أن النزعة الدينية متعمقة في الإنسان ومغروزة فيه تجعل الباحث والناظر في ذلك يتساءل عن الباعث على هذا التدين ما هو؟ مع أن الدين ليس من الماديات، ولا من الشهوات التي تتعلق بها النفوس، بل الدين له تبعات ولوازم تجعل الإنسان في كثير من الأحيان يبذل دمه من أجله فضلا عن ماله ووقته وعواطفه، ويتحكم الدين في كثير من تصرفات الإنسان وعلاقاته.
فلهذا كثر في بيان الباعث على التدين القيل والقال، والاستنتاجات، والتخمينات.
وإليك بعض هذه الأقوال وهي كلها لغير المسلمين:
قال بعضهم: إن الدافع إلى التدين الخوف من الطبيعة حوله بما فيها من برق، ورعد، وزلازل، وبراكين، وحيوانات متوحشة، جعلت الإنسان في الأزمان القديمة وهو الضعيف الذي لا حول له ولا طول مع هذه الأحوال المتغيرة حوله يبحث عن قوة غيبية لها سيطرة وتأثير في هذه الطبيعة حوله، ولها قدرة على حمايته وحفظه، فألهَّ وعبد ما يرى أنه أقوى وأقدر على حمايته من المخلوقات التي حوله كالشمس والقمر والبحر ونحو ذلك [2].
وقال بعضهم وهو ماكس موللر[3]: أن العقل هو الباعث على التدين، [1] نقلا عن كتاب "الدين" د/ محمد دراز ص83 وانظر الإنسان في ظل الأديان د/ محمد نجيب ص25. اليهود وراء كل جريمه وليم كار ص37 ترجمة خير الله طلفاح. [2] هذا قول الانجليزي جيفونس في كتابه " المدخل إلى تاريخ الديانات" نقلا عن كتاب الدين د. محمد دراز ص125. [3] مستشرق ألماني من علماء اللغات ومن الدارسين المتعمقين في دراسة الأساطير والأديان توفي 1900م. الأعلام5/145
نام کتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية نویسنده : سعود بن عبد العزيز الخلف جلد : 1 صفحه : 25