responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة    جلد : 1  صفحه : 15
"جوانب الاختلاف بين الشيخ الغزالي وبين المدرسة العقلية"
جوانب الاختلاف كثيرة.. ومن أبرزها:
أولاً: العقل:
العقل عند الشيخ الغزالي له مجال يعمل فيه، وهو المجال الكوني والأمور الدنيوية البحتة من زراعة وتجارة وصناعة وطب ونحوها، أما مجال العلاقات الإنسانية التي تحكم الجنس البشري في حياته على ظهر الأرض فإن الكلمة فيها لشرائع السماء وحدها كما يقول الشيخ في كتابه "دفاع عن العقيدة والشريعة" ص121 ويضيف الشيخ (أما ما لاشك فيه في أن الدين منفرد بالحكم في جملته وتفصيله فهو ميدان العقائد والعبادات) ويضيف (أن العقل النظيف منتهٍ حتماً إلى أن الله حق وأنه متصف بكل كمال ومستحق لكل خضوع ولكن الحديث عن الله وصفاته مرجعه إلى الله وحده وتعرف ضروب العبادات الواجبة لا يكون إلا عن طريق الوحي ومعنى هذا في جلاء أن نشاط التفكير الإنساني فيما وراء المادة باطل، وكذلك نشاطه في اختراع مراسم وصور لطاعة الله، وحريٌّ به أن ينشط حيث امتداد سعيه منتج، وأن يقنع بعدُ بتلقي ما تولت السماء تعليمه) أ. هـ.
هذا هو "الإطار العام" الذي يتحرك في العقل -عند الغزالي- وهو مسلم لا اعتراض عليه -من الناحية النظرية، وإن كان كلاماً مقتضباً تغلب عليه العمومية.
• ولكن من الناحية العملية الجزئية فإن الشيخ لم يحدد موقع العقل من النقل بصفة واضحة يمكن من خلالها معرفة منهجه الفكري، وهل هو يقدم دليله، ويراه أصلاً للنقل -كما ينقل عن المدرسة العقلية؟! أم أنه يقصر دور العقل مع النقل على مجرد الفهم والتسليم والانقياد؟
وما دور العقل في القضايا الغيبية التي جاء بها الوحي ولا سبيل للعقل إلى معرفتها؟ وما مجاله في الأحكام التفصيلية؟ ... إلى غير ذلك من الأسئلة التي بقيت حائرة لا جواب لها.
هذا بالإضافة إلى أن الشيخ أقحم العقل في مسائل كثيرة جداً ليست داخلة ضمن "الإطار" الذي حدده للعقل -المجال الكوني والأمور الدنيوية البحتة-.
فمثلاً: قضايا المرأة، قضايا العقيدة، قضايا الأحكام الشرعية المنظمة لحياة الفرد والمجتمع المبينة عن الحلال والحرام.

نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست