نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 130
قال الدارقطني: (هذا محفوظ عن مالك صحيح) .
ولا شك أن وطء المرأة في دبرها محرم بدلالة القرآن الكريم في قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) .
فبين أن المرأة تؤتى في موضع الحرث يعني الحمل في القبل سواء أتاها من أمامها أو من ورائها، وهذا مذهب الجماهير من أهل العلم خلفاً عن سلف وهو الصحيح بلا ريبة.
لكن المقصود أنه ليس نافع هو المخطئ في هذه الرواية [1] .
4- يقول الشيخ في أهل الحديث: (أهل الحديث لقلة فقههم روجوا لها) ... هذه الرواية روج لها جماعة من الأئمة، فنحن نعلم أنه رواها البخاري، وغيره، من الأئمة ولذلك فمن الصعب أن نقول إن ترويجهم لها بسبب قلة فقههم، بل فهموا معناها الصحيح وروجوا لها وهي تدل على مذهب الجمهور.
ولمز أهل الحديث بقلة الفقه دأب قديم فإن أهل الحديث- رحمهم الله- كانوا فقهاء حقاً منهم الإمام أحمد، والشافعي، ومالك، وإسحاق والليث والأوزاعي والثوري، وغيرهم، بل إن قدوة أهل الحديث هم الصحابة- رضي الله عنهم- فقد جمعوا بين الحديث والفقه، فكانوا يروون عن النبي- صلى الله عليه وسلم- الأحاديث الصحيحة ويحملونها على محاملها السليمة وعنهم أخذ من جاء بعدهم من أهل الحديث. فالوقيعة في أهل الحديث ليست أمراً مستحدثاً ولا ينبغي للدعاة والعلماء والمصنفين أن يثيروا هذه النعرة، ولا أن يجعلوا هناك فرقاص بين أهل الفقه وأهل الحديث، وأن أهل الفقه فيهم كذا، لأن هذا من شأنه أن يجعل من الناشئة من ينشأ على بغض الفقهاء والوقيعة فيهم والبراءة من الكتب المذهبية، كما يوجد عند بعض الناس الذين غلوا في ذلك وزادوا، وفي المقابل يجعل هناك من يتمسكون بأقوال الفقهاء وكتبهم ويضربون صفحاً عن الحديث وأهله، وكلا الأمرين ليس منهجاً سليماً، ولا يفعله الحريص على جمع كلمة الأمة وتوحيد صفوفها. بل الإنسان يأخذ الحق ممن جاء به.
وإنني لأعجب من قول الغزالي (حتى جعل الصنعاني عنوان الموضوع (الغارة بلا إنذار)) أين جعل الصنعاني هذا العنوان؟ ما أعتقد إلا أن الشيخ يقصد أنه جعله في كتاب (سبل السلام) لأنه هو الذي ذكر هذا الحديث باعتبار أن (ابن حجر) في (بلوغ المرام) ذكره، شرحه [1] هناك قول آخر لبعض أهل العلم في تبرئة ابن مر من هذا القول ويمكن مراجعة ما كتبه ابن كثير والشنقيطي وغيرهما في تفسيرالآية وعلى كل حال فنحن قلنا برجوعه عن هذا القول إلى المذهب الصحيح.
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 130