نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 128
يقول الشيخ الغزالي: (ونافع -غفر الله له- مخطئ فدعوة الناس إلى الإسلام قائمة ابتداء وتكراراً، وبنو المصطلق لم يقع قتالهم إلا بعد أن بلغتهم الدعوة ورفضوها وقرروا الحرب، ورواية نافع هذه ليست أول خطأ يتورط فيه فقد حدث بأسوأ من ذلك) .
ثم ذكر رواية نافع عن ابن عمر في تفسير قوله تعالى (نساؤكم حرث لكم) نزلت في رجل أتى امرأته في دبرها فشق ذلك عليه.
يقول الغزالي (ونقول إنه مع اهتزازها) -يقصد الرواية الأولى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أغار على بني المصطلق وهم غارون- (مع اهتزازها فإن أهل الحديث لقلة فقههم روجوا لها حتى جعل الصنعاني عنوان الموضوع (الغارة بلا إنذار) ثم سرد آيات تدل على عدم الإكراه ثم قال: (ومع ذلك فنحن المسلمين يوجد بيننا من ينسى هذا كله ليقف عند راوٍ تائه يزعم أن الدعوة إلى الإسلام كانت في صدر الإسلام ثم ألغيت، ومن ألغاها؟) ...
التعليق:
1- وصف الغزالي نافعاً (أولاً) بأنه مخطئ ثم قال إنه متورط قال (ليست أول خطأ يتورط فيه) ، (وأخيراً) وصفه بأنه تائه. هل يستحق نافع كل هذا؟
فلننظر ماذا قال فيه أهل العلم الذين يعرفون قدره وقدر أمثاله من الأئمة والرواة.
يقول البخاري: (أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر) . ويقول مالك -رحمه الله- (كنت إذا سمعت نافعاً يحدث عن ابن عمر، لا أبالي أن لا أسمعه من غيره) .
ويقول ابن عمر (لقد منَّ الله علينا بنافع) . ويقول الخليلي في الإرشاد: (إمام في العلم، متفق عليه، صحيح الرواية، ولا يعرف له خطأ في جميع ما رواه) . فنافع لا يستحق مثل هذه الألقاب.
2- مقصود نافع -رحمه الله- في قوله إنما كان ذلك في أول الإسلام وقد أغار النبي -صلى الله عليه وسلم- على بني المصطلق وهم غارون، مقصوده واضح وصحيح -أيضاً- فإنه يقصد أن من بلغتهم الدعوة فرفضوها لا يلزم إخبارهم بأننا سنحاربهم وسنغير عليهم، فقد نهاجمهم ونباغتهم على غرة ما داموا قد عرفوا بالإسلام وأبوا الانصياع له، ولكن نظراً لأن الإسلام أول الأمر كان غير منتشر فإنهم كانوا يستخدمون مع كل قبيلة أن يقفوا ثم يدعوهم إلى الإسلام فإن أجابوا وإلا
نام کتاب : حوار هادئ مع الغزالي نویسنده : سلمان العودة جلد : 1 صفحه : 128