المبحث الثاني: دعوة هود عليه السلام
أرسل الله عز وجل نبيه ورسوله هوداً عليه الصلاة والسلام إلى قومه عاد وكانوا يسكنون الأحقاف. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "واد بين عُمان وأرض مَهْرَه". وقال ابن إسحاق: "الأحقاف رمل فيما بين عُمان إلى حضرموت". وقال قتادة: "الأحقاف دمال مشرفة على البحر بالشحر من أرض اليمن". ولا خلاف بين هذه الأقوال، فهي تدل على مكان واحد جنوب الجزيرة وقرب حضرمت[1].
وقد ظهر فيهم الشرك بالله تعالى وكانوا أول من أظهره وعبد الأصنام بعد هلاك قوم نوح عليه السلام بالطوفان، فأرسل الله تعالى إليهم رسوله هوداً عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وينهاهم عن عبادة غيره[2].
ونلخص دعوته عليه السلام في المواقف التالية:
1- بداية دعوته عليه السلام:
وقد بدأها بالدعوة إلى توحيد الله تبارك وتعالى، كما بدأها قبله نوح عليه السلام، وكما هي بداية دعوة جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى. قال الله عز وجل: [1] انظر معجم البلدان لياقوت الحموي 1/ 115. [2] انظر البداية والنهاية 1/ 113.