جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [1].
وقد جاء في تفسير هذه الآية الكريمة أن معنى قوله عز وجل: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} أي على الهدى والتوحيد، ثم اختلفوا بأن ظهر فيهم الشرك، فبعث الله تعالى رسله عليهم الصلاة والسلام وأولهم نوح عليه السلام، وبهذا القول قال ابن عباس رضي الله عنهماومجاهد وعكرمة وقتادة.
ومنهم من قال: إن معنى الآية: أنهم كانوا كفاراً، وروي هذا القول عن العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
والقول الأول هو الصحيح لما يأتي:
أ- ما جاء في الحديث الصحيح سالف الذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن الناس كانوا عشرة قرون على التوحيد بعد آدم عليه السلام.
ب– ما ثبت عن ابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهما أنهما كانا يقرءان هذه الآية: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} وهما ممن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخذ القرآن عنهما[2]. [1] الآية (213) من سورة البقرة. [2] وهو: قوله صلى الله عليه وسلم: "خذوا القرآن عن أربعة عن ابن أم عبد، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة " صحيح مسلم بشرح النووي 16/ 17 – 18. وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.