وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم" [1].
وهذا دليل واضح أن الأصل في الناس أنهم مفطرون على الإسلام، وتوحيد الله تبارك وتعالى، وأن الشرك والانحراف طارئ فيهم، ودخيل عليهم.
وحفاظاً على سلامة هذه الفطرة، وبقائها على توحيد الله عز وجل ومعرفته بعث الله تعالى أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام، وأنزل عليهم كتبه، هداية للناس إلى الصراط المستقيم، الموافق للفطرة التي فطرهم الله عليها، وحماية لهم من الضلال والانحراف عن سبيله القويم، قال جل شأنه: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [2].
كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: " أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: الأنبياء أخوة من علات[3] وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد فليس بيننا نبي" [4]. [1] مسلم بشر ح النووي 17/ 197. [2] الآية 36 من سورة النمل. [3] أولاد العلات: بفتح العين المهملة وتشديد اللام هم الأخوة لأب من أمهات شتى، والمعنى: أن أصل إيمانهم واحد وهو التوحيد، وشرائعهم مختلفة. [4] مسلم بشرح النووي 15/ 119.