responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية كتاب التوحيد نویسنده : عبد الرحمن بن قاسم    جلد : 1  صفحه : 136
وقوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} [1] الآيتين [1] . قال أبو العباس: (2)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي: {قُلِ} [2] يا محمد لهؤلاء المشركين: {ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} [3] أنهم آلهة من دون الله، ليكشفوا الضر الذي نزل بكم، ثم وصفهم بقوله: {لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ} [4] من خير وشر، ونفع وضر.: {وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ} [5] لا يملكون شيئا استقلالا، ولا على سبيل الشركة.: {وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} 6 عوين يعينه بشيء.: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [7] في الشفاعة، قاله تعالى تكذيبا لهم حيث قالوا: {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [8].
قال ابن القيم وغيره في هذه الآية: أنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب لمن عقلها، فقد قطع الله بها جميع الأسباب التي يتعلق بها المشركون، على أي وجه كان، فإن المشرك إنما يتخذ معبوده لما يحصل له من النفع، والنفع لا يكون إلا ممن فيه خصلة من أربع: إمّا أن يكون مالكا لما يريده، أو شريكا للمالك، أو معينا وظهيرا، أو شفيعا، فنفى –سبحانه- المراتب الأربع نفيا مرتبا، فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك، وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك، وهي الشفاعة بإذنه، ولم يجعل –سبحانه- الاستغاثة بالميت أو غيره سببا لإذنه، وإنما السبب كمال التوحيد، لا ما يمنع الإذن، فالمشرك قد أتى بأعظم حائل بينه وبين حصول الشفاعة، فهو كمن استعان في حاجة بما يمنع حصولها.
(2) هذه كنية شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله ابن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية الحراني، العالم الرباني، مفتي الأمة، بحر العلوم، ناصر السنة، قامع البدعة، صاحب المصنفات المشهورة المقبولة، المؤيدة بالكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة، الجديرة بأن تحفظ في أعماق القلوب، من تدبرها علم أنه قد جمع من العلوم النقلية والعقلية، ومن الإحاطة =

[1] سورة سبأ آية: 22.
[2] سورة سبأ آية: 22.
[3] سورة سبأ آية: 22.
[4] سورة سبأ آية: 22.
[5] سورة سبأ آية: 22.
سورة سبأ آية: 22.
[7] سورة سبأ آية: 23.
[8] سورة يونس آية: 18.
نام کتاب : حاشية كتاب التوحيد نویسنده : عبد الرحمن بن قاسم    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست