الخمسة، على طريقته -رحمه الله- في بيان القرآن بالقرآن.
فقال: "أما الأول منا: وهو أنه له ملك السموات والأرض فقد جاء موضحاً في آيات كثيرة، كقوله تعالى في سورة المائدة: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} الآية[1]،وقوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} الآية[2]. وجميع الآيات التي ذكر فيها جل وعلا أن له الملك، فالملك فيها شامل لملك السموات والأرض وما بينهما، وغير ذلك؛ كقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [3] ... والآيات الدالة على أن له ملك كل شيء كثيرة جداً معلومة"[4].
والأمر الثاني –وهو كونه لم يتخذ ولداً- استدل له بقوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} .
الأمر الثالث: استدل له بقوله تعالى في سورة سبأ: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} [5].
وقوله تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [6]؛ لأن قوله: {الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} يدل على تفرده بالملك والقهر، واستحقاق إخلاص العبادة كما لا يخفى. إلى غير ذلك من الآيات.
واستدل للأمر الرابع –وهو كونه خالق كل شيء- بقوله تعالى: {ذَلِكُمُ [1] سورة المائدة، الآية [40] . [2] سورة فاطر، الآية [13] . [3] سورة آل عمران، الآية [26] . [4] أضواء البيان 6/265. [5] سورة سبأ، الآية [22] . [6] سورة غافر، الآية [16] .