responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 363
من بني آدم، وأنَّ شأنه شأن البشر في الأكل والشرب واللباس وكلِّ ما هو من أوصاف البشر، ولكن فضَّله الله جل وعلا بكمال العبودية وبأن جعله رسولاً للعالمين، فلا يُعبد ولا يعطى شيئاً من خصائص الإله، وهذا البيان منه صلى الله عليه وسلم امتثال لأمر الله تبارك وتعالى له بقوله: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [1].
ففي قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر مثلكم " تحذير من الغلو فيه، وأنَّه أمر باطل محرم. ومع هذا التحذير البين في القرآن والسنة إلا أنَّ الغلو فيه عند بعض الطوائف ـ لا سيما المتصوفة ـ يصل إلى درجة إعطائه ما هو من خصائص الرب العظيم ويخرجه عن خصائص البشر. كقول البوصيري في بردته:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
فإنَّ من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
فهذا غلو في النبي صلى الله عليه وسلم، وإعطاءٌ له من خصائص الله في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، ففيما يتعلق بالألوهية قال: ما لي من ألوذ به سواك. وهذا التجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستنجاد به وطلب منه. وفيما يتعلق بالربوبية قال: وإن من جودك الدنيا وضرتها. وفيما يتعلق بالأسماء والصفات قال: ومن علومك علم اللوح والقلم. وجميع ذلك من خصائص الرب، فلو أنه قال: يا خالق الخلق ما لي من ألوذ به سواك.. الخ لأصاب الحق ولسلم من الضلال.
وافتتح آخر أبياتاً له يمدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
هو الأول والآخر محمد ... هو الظاهر والباطن محمد

[1] الآية 110 من سورة الكهف.
نام کتاب : تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي نویسنده : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست