responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح    جلد : 1  صفحه : 231
وفي هذا الفصل مواضع يسألون عنها، وكلّها قريبة المغزى على من أمعن من مطالعة كتبهم، وعرف نبوات أنبيائهم، منها قوله: "أنا قبل أن يكون إبراهيم". وإنما يريد قبلية الاصطفاء والاجتباء، وتقدير الكلام: "أنّ الله قدّر لي النبوة واصطفاني للرسالة قبل خلق إبراهيم". وهذا محمل يتعين حمل هذا الكلام عليه إن صحّ نسبته إليه، ولو كان الأمر على ما [ينهق] [1] به النصارى من دعوى الربوبية لم يخصص القبلية بإبراهيم ولقال: "أنا كنت قبل خلق العالم، وأنا الذي نفخت الروح في حواء وآدم"، ولو جاز أن يتمسك بقوله: "أنا قبل أن يكون إبراهيم"، لجاز ذلك في سليمان فقد قال عليه السلام في حكمته: "أنا كنت قبل الدني، وأنا كنت مع الله حين مدَّ الأرض، وكنت صبيّاً ألهو بين يديه"[2].
فإن قالوا: هذا مُأَوَّل لأن سليمان[3] من بني إسرائيل، فكيف يكون قبل الدنيا؟!.
قلنا: ويسوع المسيح من ولد إبراهيم، فكيف يكون قبل إبراهيم؟! فاستوت الحال وترجح جانب سليمان في / ([1]/73/أ) هذه القَبْليِّة[4].

[1] في ص (يهيق) ولعل الصواب ما أثبته.
[2] سفر الأمثال 8/22-31، بألفاظ متقاربة، وقد ذكره المؤلِّف مختصراً.
[3] سليمان بن داود - عليهما السلام - اسم عبري معناه: "رجل السلام". وهو وأباه داود عند أهل الكتاب مجرد ملكين من ملوك بني إسرائيل وليسا نبيّين من أنبيائهم الكرام، وينسب إليه الهيكل المسمّى بـ: (هيكل سليمان) ، كما ينسبون إليه زوراً وبهتاناً الكثير من كبائر الذنوب، وحتى الشرك بالله، كما ينسبون إليه سفر الجامعة وعدد إصحاحاته (2) ، وسفر الأمثال وإصحاحاته (31) ، وسفر نشيد الأناشيد وإصحاحاته (8) . (ر: سيرته في سفر الملوك الأوّل وقاموس الكتاب ص 481، 483، 951) .
أما في المصادر الإسلامية فإن سليمان وداود - عليهما السلام - بلا شكّ - من أنبياء الله الكرام المعصومين. (ر: سيرته في تاريخ الطبري 1/344-356، قصص الأنبياء، ص 428-447، لابن كثير وغير ذلك) .
[4] إن كلام المؤلِّف في الردّ على استدلال النصارى على ألوهية المسيح بقوله: "أنا قبل أن يكون إبراهيم"، مقتبس من كلام الحسن بن أيوب - وقد كان نصرانياً ثم أسلم - في الرّدّ على النصارى، وكتابه مفقود، إلاّ أن الإمام ابن تيمية قد نقل أغلب كتابه في الجواب الصحيح 2/340، 341، كما ذكر الرّدّ أيضاً المهتدي نصر بن يحيى المتطبّب في النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية ص 276، 277.
نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست