نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 119
له بني إسرائيل ويدعو عليهم فأجابه بعد مفاوضات وسار إليه راكباً أتانه ومعه فتيان من مماليكه"[1]. فقد شهدت التوراة أن الفتى هو العبد والمملوك لا كما تخرصه متأخرو النصارى في حمل هذه اللفظة على الولد.
والدليل على أن لفظ الفتى ليس موضوعاً للولد قول الإنجيل "إن المسيح بعد قيامه وقبل رفعه مَرَّ على جماعة من تلاميذه وهم يصيدون السمك فقال: يا فتيان هل عندكم من طعام؟ فأطعموه جزءاً من حوت وشيئاً من شهد العسل"[2]. فقد وضح أن لفظة الفتى ليس / ([1]/10/ب) فيها مستروح للنصارى فيما يرومونه من النبوة بل هي لا تستعمل إلاّ فيما قلناه، وقد قال ربنا جل اسمه: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ ... } . [سورة الكهف، الآية: 60] . يعنى خادمه يوشع[3]، وقال سبحانه: { ... مِنْ فَتَيَاتِكُمُ المُؤْمِنَاتِ ... } . [سورة النساء، الآية: 25] . [1] سفر العدد 22/5-22، في سياق طويل وقد اختصره المؤلّف وموضع الشاهد من النصّ كالآتي: "....وهو راكب على أتانه وغلامه معه". [2] يوحنا 21/4/13، لوقا 24/26-42، بألفاظ متقاربة، وقد ورد موضع الشاهد كالآتي: " ... فقال لهم يوسع: يا غلمان ألعل عندكم إداماً؟ ... ". [3] يوشع بن نون عليه السلام، كان اسمه في الأصل: هوشع، يهوشوع ثم دعاه موسى يوشع ومعناه: يهود خلاص وهو خليفة موسى الذي قاد بني إسرائيل لدخول الأرض المقدسة ومحاربة لله أهلها، وأنه أمر الشمس بالوقوف والتأخير في المغيب ليتم له فتح الأرض والنصر على أعدائه.
وينسب إليه سفر باسمه عدد إصحاحاته 24 إصحاحاً، وكاتب هذا السفر مجهول وقد ينسب إلى أشخاص متعددين. ر: ترجمته في مصادر أهل الكتاب سفر ويشع، وقاموى ص 1067، 1070ن بتخليص.
أما المصادر الإسلامية، فإن القرآن الكريم لم يصرح باسمه في قصة الخضر في الآية السابقة، وقد ورد النص على نبوته وأنه خليفة موسى في بني إسرائيل فيما رواه الإمام مسلم 3/1366، وأحمد 3/318، والبخاري مختصرا فتح 9/223 عن أبي هرية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولم يبن، ولا آخر قد بنى بنياناً ولم يرفع سقفها، ولا آخر قد اشترى غنماً أو خلفات وهو ينتظر أولادها. قال: فغزا فدنا من القرية حين صلى العصر أو قريباً من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ شيئاً، فحسبت عليه حتى فتح الله عليه ... ". الحديث.
ويتبين لنا اسم هذا النبي الذي حبست له الشمس من الحديث الذي رواه الإمام أحمد 2/325 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس لم تحبس على بشر إلاّ ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس".
قال الإمام ابن كثير: "انفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط البخاري". وصحّحه الشيخ الألباني. ر: الأحاديث الصحيحة1/347-351،ح202،ر: سيرة هذا النبي الكريم في تفسير ابن كثير3/97-101،قصص الأنبياء، ص 377،384.
نام کتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل نویسنده : الجعفري، صالح جلد : 1 صفحه : 119