نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 202
{لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [1] وقوله: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [2]] .
الذين يخافون بالذكر دون غيرهم، -وإن كان إنذاره صلى الله عليه وسلم لجميع الخلائق-; لأن الحجة عليهم أؤكد من غيرهم، لاعترافهم بصحة المعاد والحشر، وقيل: المراد بهم الكفار; لأنهم لا يعتقدون صحته، ولذلك قال: {يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [3] وقيل: المراد بالإنذار جميع الخلائق، فيدخل فيه كل مؤمن معترف بالحشر، وكل كافر منكر له; لأنه ليس أحد لا يخاف الحشر، وسواء اعتقد وقوعه أو كان يشك فيه[4] ولأن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وإنذاره لجميع الخلائق.
{ {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ} } يعني: من دون الله تعالى {وَلِيٌّ} أي: قريب ينفعهم {وَلا شَفِيعٌ} [5] يشفع لهم; لأن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله عز وجل لقوله {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه} [6] وإذا كانت الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله صح قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [7] يعني: حتى يؤذن في الشفاعة، فإذا أذن فيها كان للمؤمنين ولي وشفيع، وهو مذهب أهل السنة الذين جمعوا بين الكتاب والسنة. إذ الشفاعة[8] تنفع العصاة من أهل التوحيد، حتى لا يبقى منهم أحد إلا دخل الجنة. [1] سورة الأنعام، الآية: 51. [2] سورة الزمر، الآية: 44. [3] سورة الأنعام، الآية: 51. [4] انظر: ((المصدر السابق)) : (12/ 232- 233) . [5] في ((المؤلفات)) تمم الآية إلى قوله: /4 لعلهم يتقون /4. [6] سورة البقرة، الآية: 255. [7] سورة الأنعام، الآية: 51. [8] كلمة: (إذ) في ((الأصل)) , وقد سقطت من بقية النسخ.
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 202