نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 190
اللعن لما أنزل الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [1] معنى الآية: ليس لك من أمر مصالح[2] عبادي شيء إلا ما أوحي إليك، وأن الله تعالى هو مالك أمرهم،[3] فإما أن يتوب عليهم ويهديهم فيسلموا أو يهلكهم ويعذبهم إن أصروا على الكفر، وقيل: ليس لك مسألة هداهم والدعاء عليهم; لأنه تعالى أعلم بمصالحهم، فربما تاب على من يشاء منهم، وقيل: معناه ليس لك من أمر خلقي شيء إلا ما وافق أمري إنما أنت عبد مبعوث لإنذارهم ومجاهدتهم[4].
قال بعض العلماء: والحكمة في منعه صلى الله عليه وسلم من الدعاء عليهم ولعنهم أن الله تعالى علم من حال بعض الكفار أنه سيسلم[5] فيتوب عليهم، أو سيولد منهم ولد يكون مسلما برا تقيا، فلأجل هذا المعنى منعه الله تعالى من الدعاء عليهم; لأن دعوته صلى الله عليه وسلم مجابة، فلو دعا عليهم بالهلاك هلكوا[6].
ولكن اقتضت حكمة الله وما سبق في علمه إبقاءهم ليتوب على بعضهم ويستخرج من بعضهم ذرية مؤمنة صالحة، ويهلك بعضهم بالقتل والموت وهو قوله تعالى: {أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [7].
[وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم " اللهم إني لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، ولا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني، [1] سورة آل عمران، الآية: 128. [2] في ((ر ((: (ليس لك من الأمر من مصالح عبادي ... ) , وكذا في النسختين الأخريين مع إسقاط كلمة: (من) الثانية, والأحسن من أثبت من ((الأصل ((. [3] قوله: (هو مالك أمرهم) سقط من ((ش ((. [4] انظر: ((تفسير الزمخشري ((: (1/462) , و ((تفسير الرازي ((: (8/219) . [5] في بقية النسخ: (أنه يسلم) . [6] انظر: ((تفسير الفخر الرازي ((: (8/219) . [7] سورة آل عمران، الآية: 128.
نام کتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : البكري، عبد الهادي جلد : 1 صفحه : 190