responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحريم النظر في كتب الكلام نویسنده : ابن قدامة المقدسي    جلد : 1  صفحه : 42
الْكَلَام أهل بدع وزيغ لَا يعدون عِنْد الْجَمِيع فِي طَبَقَات الْعلمَاء وَإِنَّمَا الْعلمَاء أهل الْأَثر والمتفقه فِيهِ
وَقَالَ أَحْمد بن إِسْحَاق الْمَالِكِي أهل الْأَهْوَاء والبدع عِنْد أَصْحَابنَا هم أهل الْكَلَام فَكل مُتَكَلم من أهل الْأَهْوَاء والبدع أشعريا كَانَ أَو غير أشعري لَا تقبل لَهُ شَهَادَة ويهجر ويؤدب على بدعته فَإِن تَمَادى عَلَيْهَا استتيب مِنْهَا
وذم أهل الْكَلَام كثير وَابْن عقيل من أهل الْكَلَام وَهُوَ فِي هَذِه الْحَالة ينصر مَذْهَبهم فَلذَلِك تكلمنا عَلَيْهِ وَذكرنَا عيوبه لدُخُوله فِي جُمْلَتهمْ ودعايته إِلَى طريقهم
فصل

وَأما قَوْله فَإِن الأحمق من اغْترَّ بأسلافه وَسكن إِلَى مقَالَة أشياخه آنسا بتقليدهم من غير بحث عَن مقالتهم فَهَذَا كَلَام مَسْمُوم رَدِيء يُشِير بِهِ إِلَى ذمّ اتِّبَاع طَريقَة السّلف الصَّالح رَضِي الله عَنْهُم ويعيب مَا مدحه أَئِمَّتنَا رَحْمَة الله عَلَيْهِم وَمَا أوصونا بِهِ من لُزُوم طريقهم والاهتداء بهديهم وَيَدْعُو إِلَى مقَالَة أهل الْكَلَام وَالنَّظَر فِي المعقولات وَهُوَ علم الْكَلَام الَّذِي ذكرنَا عَن الْأَئِمَّة رَحْمَة الله عَلَيْهِم ذمه وإفضاءه بِصَاحِبِهِ إِلَى الزندقة والبدعة وَعدم الْفَلاح
وَقد ظهر برهَان قَوْلهم فِي ابْن عقيل فَإِنَّهُ حِين اشْتغل بِهِ وآثره على علم الْأَثر صَار زنديقا دَاعِيَة إِلَى ترك اتِّبَاع السّلف الْمُتَّفق على صوابهم الْمجمع على هدايتهم الَّذين أخبر الله تَعَالَى بِرِضَاهُ عَنْهُم واختياره لَهُم ومدحهم وَأثْنى عَلَيْهِم وحسبك بِمن مدحه الله تَعَالَى وَأثْنى عَلَيْهِ وَخبر من وصّى بهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحث النَّاس على اتباعهم والاقتداء بهم
ثمَّ لم يزل أَئِمَّتنَا وعلماؤنا يحثوننا على التَّمَسُّك بهديهم وَالسير بسيرتهم فجَاء هَذَا الْمِسْكِين يحذرنا مِنْهُم وَيُرِيد منا أَن نسيء الظَّن بهم

نام کتاب : تحريم النظر في كتب الكلام نویسنده : ابن قدامة المقدسي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست