responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحت راية القرآن نویسنده : الرافعي ، مصطفى صادق    جلد : 1  صفحه : 76
ما حملك على الوفاء؟
فأجابه النصراني: حملني ديني!
فقال له النعمان: وما دينك؟ قال له: النصرانية.
وتنصر النعمان بعد هذه فكانت هذه الرواية مما حرره المسلمون ولم يغمطوا النصرانية حقها، ولا غمطوا اليهودية أيضاً حقها، وأجمع العرب المسلمون على نقل مآثر السموأل وكان السموأل يهودياً، وما زال السموأل مضرباً للأمثال في علو النفس وكرم السجية إلى يومنا هذا، حتى قال شوقي -
شاعر العصر - منذ أيام قلائل:
كأَّ من السموأل فيه شيئاً - فكل جهاته كرم وخُلقُ
فكيف يكون المسلمون الأوائل حاولوَا خنق كل صوت غير صوتهم ومحو
آثار النصرانية واليهودية والوثنية من شعر العرب؟
ثم إن شعر شعراء النصرانية في الجاهلية يملأ الدواوين، وما منهم إلا مَن
حَرص علماء الإسلام على التنبيه أنه كان نصرانياً، وقد نقلوا خُطب قس بن
ساعدة الذي كان مطراناً، ونقلوا ثناء النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأما كون ديوان شعراء النصرانية المطبوع في بيروت موضوعاً وأن الشعراء
المروية أشعارهم فيه لم يكونوا نصارى بل جعلهم صاحب الديوان نصارى وهم جاهليون لا غير، فمن يقول هذا، ومن يصل به المراء إلى إنكار أن أكثر أولئك الشعراء كانوا نصارى؟
غاية ما يقال إن بعض أولئك الشعراء لم تثبت نصرانيتهم.
وهذا لا ينفي أن شعراء كثيرين مثل العبادي والأخطل والقطامي كانوا نصارى مجمعاً على نصرانيتهم، وأن المسلمين نقلوا أشعارهم كما هي، ولم يحذفوا منها شيئاً، وكان الشعراء المسملمون يناقشونهم ويداعبونهم، وكان جرير يقول:
قال الأخيطل أن رأى راياتهم. . . يا مارِ سرجس لا نريد قتالا!
فالقول بأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه لم يبقوا على أي نزعة
تخالف دين الإسلام، وأنهم طووا شعر النصارى واليهود والمشركين محض تحكم لم يقم عليه أدنى دليل، بل قام الدليل على حرية الإسلام وتساهله في الدين.
ونقل رواة المسلمين ليس شعر النصارى واليهود والمشركين فقط، بل
أهاجيَ كثيرة قالها هؤلاء في النبي وأصحابه وأنصاره.
يا إخواننا، إنه في صدر الإسلام كانوا يتناقلون مثل قوله:
لعبت هاشم بالدين وما. . . نبأ جاء ولا وحي نزل

نام کتاب : تحت راية القرآن نویسنده : الرافعي ، مصطفى صادق    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست