نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 515
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فقال: إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي، وإن رسول الله والله ما مات؛ ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع بعد أن قيل: قد مات، والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، يزعمون أن رسول الله مات، ثم جاء أبو بكر وعمر يكلم الناس فقال: على رسلك يا عمر؛ فانصت فأبى إلا أن يتكلم؛ فلما رآه أبوبكر لا ينصت أقبل على الناس، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه، وتركوا عمر؛ فحمد الله، وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس؛ إنه من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت؛ ثم تلا قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُول} [1] ... إلخ. وقال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر يتلوها، فعقرت حتى وقعت على الأرض ما تحملني رجلاي، وعرفت أن رسول الله قد مات.
وقد اعتقد بعض الجاهليين "بالمسخ" وهو: تحول صورة إلى صورة أخرى أقبح، وتحول إنسان قردًا أو حيوانًا آخر، أو إلى شيء جماد؛ من ذلك ما يراه بعض أهل الأخبار عن "اللات" من أنه كان رجلا يلت السويق عند صخرة بالطائف؛ فلما مات قال لهم: عمرو بن لحي: إنه لم يمت، ولكنه دخل الصخرة، ثم أمرهم بعبادته، وبنى بيتا عليها يسمى "اللات"[2]. [1] سورة آل عمران الآية 144. [2] تاج العروس مادة مسخ جـ2 ص279، مادة لت جـ1 ص580.
تسخير عالم الأرواح:
لم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى رأى ثابت في أصل كلمة "الجن".
فمنهم من رأى أنها اسم صنم من أصنام العرب القديمة، ومنهم من رأى أنها من أصل أعجمي؛ ومنهم من وجد لها صلة بالحبشية.
أما علماء اللغة فرأوا: أن معنى الكلمة الأصلى هو الاستتار، وأنها من الاجتنان، ولعدم إمكان رؤية ذلك العالم أطلقت عليه كلمة "الجن"؛ وتقابل لفظة "الجن" لفظة "Demons" الإنجليزية ويرى "نولدكه": أن فكرة الجن فكرة
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 515