نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 432
سدنتها:
السدنة: هم الذين يقومون بأمر الكعبة أو بطواغيتها.
فكان للات سدنتها وحجابها من بني معتب من ثقيف، ولمناة سدنتها من الأوس والخزرج، وللعزى سدنتها من بني شيبان خلفاء بني هاشم.
وهذه أسماء سريانية[1] وقعت إلى الهند فسموا بها أصنامهم التي زعموا أنها الدراري السبعة ثم أدخلها عمرو بن لحي، ثم أصبحت عادتها تقليدًا حتى خلفت الخلوف، وقالوا: ما عظم هؤلاء آباؤنا إلا لأنها ترزق وتنفع وتضر واتخذوها آلهة.
فاتخذت العرب مع الكعبة هذه الطواغيت وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة، لها سدنة وحجاب، وتهدي إليها كما تهدي للكعبة، وتطوف بها كطوافها بها وتنحر عندها مع عرفانها بفضل الكعبة.
والطواغيت أطلقها القرآن على كل معبود من دون الله.
والجبت: الكاهن.
قال الرازي: كلمتان وضعتا علمين على من كان غاية في الفساد[2].
وقال ابن الكلبي: وكان لأهل كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه، فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتسمح به، وإذا قدم من سفره كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضًا[3].
وتدنت العرب في عبادة الأصنام:
فمنهم من اتخذ بيتًا ومنهم من اتخذ صنمًا، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيت: نصب حجرا أمام الحرم وأمام غيره مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت4، [1] الروض ص62. [2] الرازي في تفسير "2: 241". [3] قال عكرمة: الجبت بلسان الحبشة شيطان. الطاغوت الكاهن.
قال ابن عباس: الجبت الأصنام والطواغيت الذين كانوا يعبرون عن الأصنام بالكذب أو يترجمون للناس عها الأكاذيب.
4 يقول ابن حجر في فتح الباري "8: 470" هذه الأصنام كانت آلهة يعبدها العرب في عبادة الأصنام بعد نوح أو من الشيطان؟.
قال بعض الشراح: مجمل ما قيل في هذه الأصنام قولان: أحدهما أنها كانت قوم نوح، والثاني: أنها كانت أسماء رجال صالحين، ثم أرجع ابن حجر الرأيين إلى رأي واحد وأنها كانت في المبدأ أسماء رجال صالحين.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 432