نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 398
وأمثال ذلك من ألفاظ هى نعوت جرت بين الناس مجرى الأسماء وعلى هذه الصفات الأسماء سيكون جل اعتمادنا في استنباط الصورة، التي نريد تكوينها عن طبيعة آلهة العرب الجنوبيين.
وعلينا أن نضيف على ما تقدم الأعلام المركبة المضافة للأشخاص مثل: عبد ود، عبد مناف، عبد شمس، عبد يغوث، أمت العزى.
فالكلمات الثانية من الاسم، أسماء أصنام، وفي تركيب الاسم على هذا النحو دلالة على تذلل الإنسان تجاه ربه، واعتبار نفسه عبدًا له، وفيه تعبير عن صلة الأشخاص بربهم، أضف إليها الأعلام المركبة تركيبا إخباريا مثل:
ود أبم؛ أي ود أب أو أب ود.
ففى هذا التركيب دلالة على حنو الإله على المؤمنين به، وإشفاقه عليهم إشفاق الأب على أولاده.
ومن بين أسماء الآلهة أسماء مركبة استهلت بـ "ذ" أو ذتع، "ذأ" بمعنى "ذو" في عربيتنا، "ذت" بمعنى "ذات"، "ذ" للمذكر، "ذات" للمؤنث.
أما الكلمات التالية فهى صفات فجملة: عثتر ذ قبضم تدل على إله ذكر، اسمه عثير ذو القبض. أو عثتر القابض بتعبير أصح.
وجملة "ذشقرن"، "ذصهرم"، "ذعذبتم"، "ذيسرم"، "ذابنى" هى جملة تشير إلى أن ذكر لوجود "ذ": علامة التذكير فيه. "جملة ذت حمم" "ذت بعدن"، "ذت" "سرن"، "ذت غضدن" تشير إلى آلهة إناث لوجود ذت في الاسم.
ومعنى هذا أن العرب الجنوبيين كانوا قد جعلوا الآلهة كالإنسان إناثا وذكورًا.
وكل اسم ورد في المسند استهل بلفظة "ذت"، "ذات" فيراد به "الشمس"، وهي إلهة.
وكل لفظة بدأت بـ "ذ"، "ذي"؛ فإنها تعني: هو "القمر" أو "عثتر".
فنحن أمام ثالوث سماوي يمثل عقيدة الجاهليين في الألوهية، كما يمثل عقيدة الساميين عمومًا.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 398