نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 393
والأرض وجميع البشر، رب جميع المخلوقات بدون تمييز بين الأقوام[1].
ومما يؤيد ذلك أن إبراهيم الخليل لما استدعى عبده وأمره بأن يذهب[2] إلى "حران"؛ ليأخذ زوجة لابنه إسحاق من عشيرته هناك قال له: فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض ألا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن معهم3.
وقد ورد ذكر هذا الإله الذى دعا إبراهيم إلى عبادته باسم "إيل" في التوراة[4]، وهو مفرد لكلمة "أباهييم" الكنعانية المراد بها الجمع والتعدد، أي الآلهة، ومنه جاءت تسمية "بيت"[5] و"إيل" هو الإله الذي تكلم مع هاجر[6].
كما ورد هذا المصطلح نفسه في نصوص الكنعانيين والآرامية ثم في النصوص المصرية التي ترجع إلى عهد الهكسوس بهذا المعنى فقيل "يعقوب إيل" و"يوسف إيل" أي يعقوب الإله أو يوسف[7] عملا بالطريقة التي كانت متبعة بإضافة اسم الإله إلى اسم الشخص تبركا به كما هو متبع الآن بتسمية الأشخاص بعبد الله وعبد الإله إلخ ... وذلك مما يدل على أن كلمة "إيل" بمعنى الإله الواحد كانت معروفة في كنعان في عهد إبراهيم الخليل وفي عصر الهكسوس الذي يليه أى قبل أن يظهر موسى واليهود بعدة قرون، ولما ظهر اليهود عبدوا إلههم الخاص بهم الذى سمى باسم "يهوه" وهو الإله الذي لا يهمه من العالم والخلق سوى اليهود وشعبه المختار، وذلك على غرار مبدأ التفريد، وهو المبدأ الذى اعتنقه الأقوام القدماء عندما كانت كل مدينة تختص بإله واحد من بين مجموعة الآلهة بدون نبذها عبادة الآلهة الأخرى والقضاء عليها[8]. وهو حاكمها وهو قائدها على صورة البشر، والبشر على [1] فتحى رضوان: "اليهود وبنو إسرائيل" الأهرام "17/ 10/ 1972 ص7". [2] تكوين 14: 19. [4] تكوين 12: 8، 735-8. [5] تكوين 12: 8، 13: 3. [6] تكوين 16: 13- 14. [7] انظر ما تقدم عن الهكسوس في الفصل الأول وما تقدم عن إبراهيم وإسحق ويعقوب في هذا الفصل. [8] طه باتر، "مقدمة..، "ج2، 303".
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 393