نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 358
الصبور"، فتحسس المسيحية واليهودية إلى أن وقع هواه على الحنيفية دين أبيه إبراهيم، كزيد بن عمرو.
"وسُمِّي هؤلاء المفكرون بـ "الحنفاء"، ولكنهم لم ينتظموا في طائفة ولم يرتبطوا برباط واحد ولم يشتركوا في عبادة واحدة معينة، ثم ظهر الصابئة الذين كانوا يسمون أيضا الحنفاء.
وقد نبذ هذان النوعان من الحنفاء: اليهودية والمسيحية وآمنوا بدين إبراهيم وكانت تعاليمهم فطرية يسيرة تتفق مع سلوك العرب.
ولتصبح الحنيفية دين العرب كانت في حاجة إلى تعاليم محددة وتنظيم قوي وطقوس دينية وكتاب سماوي، ولما كانت الحنيفية تعوزها الأسس السماوية التي تحذب الإنسان فإنها لم تتمكن من الانتشار بحيث تصبح دين العرب.
وخلاصة القول: أن الإسلام منح العرب عقيدة التوحيد في أنقى صورها غير متأثرة بغيرها، وأشعرهم بمسئوليات الحياة وقضى على الفساد الاجتماعي من جذوره وحطم حياتهم الانعزالية وجعلهم رسل الحضارة.
ولا نجد ما يعبر عن خلاصة هذا البحث خيرا مما قاله الأستاذ براون وهو: "فقد رأينا في موقعة "ذى قار" علاقات تدل على حيوية العرب العظيمة وشدة بأسهم بينما كان جيرانهم ينظرون إليهم على أنهم كميات مهملة بشكل غير مألوف كما كانوا في عصر ما قبل الإسلام[1].
أما الإسلام ذلك القانون الإلهى الفريد الذي لا يستطيع أي متعلم منصف أن ينكر عظمته فقد جعل العرب يأخذون نصيبا كبيرا من أسباب العظمة والمجد ويؤدون دورهم في الحضارة على خير وجه.
بعد ذلك نحب أن نذكر بعض التعليقات حول بعض الأسماء التي أطلقت على ذلك النفر من بعض كتب السيرة فبعضها أطلق على هؤلاء النفر "حنفاء"، والبعض الآخر أطلق عليهم لفظة "المتحنثين".
فمن ناحية كلمة "حنفاء" يجوز إطلاقها عليهم من جهة المعنى اللغوي أي الذين خرجوا على دين قومهم. [1] حضارة الإسلام "ص31" صلاح الدين جودا أبخش، ترجمة علي حسنى الخربوطلي.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 358