نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 342
ثم إن الثانوية اختصت بالمجوس الذين أثبتوا أصلين اثنين مدبرين قديمين.
يقتسمان الخير والشر والنفع والضر والصلاح والفساد. يسمون أحدهما: النور والآخر الظلمة، وبالفارسية: يزدان وأترامان.
ومسائل المجوسية كلها تدور على قاعدتين اثنتين:
إحداهما: بيان سبب امتزاج النور والظلمة.
والثانية: بيان سبب خلاص النور من الظلمة.
وجعلوا الامتزاج مبدأ والخلاص معادا[1].
وقد أصاب الشهرستاني حين قال: إن هذه الثنوية هي ألزم سمات المذاهب المجوسية؛ لأنها تتراءى في كل مذهب منها بلا استثناء، وهي كذلك أبقى منها في مجال التفكير ومجال الاعتقاد على السواء؛ لأننا نرى منها ملامح اليونان[2]. [1] الشهرستاني -الملل والنحل "1: 212". [2] الله: للعقاد ص119.
المجوسية والعرب
مدخل
...
المجوسية والعرب:
وقد عرف علماء اللغة بأن لفظة "مجوس" من الألفاظ المعربة، وقد ذهبوا إلى أنها معربة عن الفارسية القديمة، ولكنهم اختلفوا فيما بينهم في أصل اللفظة وفي بيان معناها؛ وذهبوا في ذلك مذاهب.
وإذا صحَّ ما ورد في شطر بيت منسوب إلى الشاعر الجاهلي: التوأم اليشكري المعاصر لامرئ القيس، هو:
كنارِ مجوسَ تستعرُ استعارَا
فإن فيه دلالة على أن هذا الشاعر هو وامرؤ القيس كانا على علم بنار المجوس، وكان مجوس اليمن من الفرس الذين أرسلهم كسرى؛ لطرد الحبش من اليمن فهم وأبناؤهم كانوا على هذا الدين.
دين الإمبراطورية الفارسية، ولما ظهر الإسلام نبذ هؤلاء المجوسية، واعتنقوا الإسلام.
وأما مجوس عمان، وبقية أنحاء العربية الجنوبية فقد كانوا من الفرس كذلك، وأما مجوس البحرين فقد كانوا أكثر عددًا، وأكبر نفوذًا من إخوانهم في عمان؛ لقرب
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 342