نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 336
كان من المفروض أن دمه يهب الخلود لمن شربه، لقد كان عشب "هاووما" أول ما حلت به روح زرادشت في رحلتها البعيدة نحو مولده. ولما كانت الهاووما موجودة بصورة خاصة في الجبال لذا كانت لها خصائص مخدرة، وكانت عبادة الإله الثور تتمثل في شرب عصير النبات باعتباره مماثلا للدم الذي يهب الحياة.
ومن المحتمل أن يكون إله الهند "سوما Soma" مثل الهاووما، ونجد أيضا بين هؤلاء الناس القدامى آثارا واضحة لعبادة السلف: ديانة ترك احتفاؤها في الأزمنة المتحضرة فراغًا يملؤه مثل تلك الأمور البديلة المجردة مثل القومية، العقيدة الوحيدة التي قدمها الغرب للشرق.
لقد ذكرنا أن الكتب الزرادشتية المقدسة التي بقيت أعني الأفستا والنصوص البهلوية تصعب قراءتها على الدارس الغربي، ولا شك أن السبب في هذا هو أنه لا يكاد هناك شيء في الأدب الغربي يمكن مقارنته بها. والواقع هو أن النصوص التي بقيت لا تعدو أن تكون أجزاء من مجموعة كبيرة جدا من الكتب المقدسة[1]. [1] أ. و. ف توملين فلاسفة الشرق ص 150، ص 151. مضمون العقيدة:
إن ما يبدو أن "زرادشت" قد فعله هو: تنقية عبادة الخصوبة من مظاهرها الخشنة. ولا شك أن زرادشت حاول أن يمنع أبناء وطنه من عبادة "الهاووما"[1].
فهنا نجد أن قد ورد بوضوح ذكر جوهر علم اللاهوت الزرادشتي الذي هو صراع على مستوى العالم بين قوى الخير والشر، النور والظلمة "أهورا مازدا" وأهريمان Ahriman الشيطان الوحيد.
وبدلا من كونه الطوفان قد بعث به الله كجزاء وعقاب كما جاء في سفر التكوين نجد أن الكارثة الزرادشتية قد خططتها بدقة قوى الظلمة للإطاحة بـ "أهورامازدا". ويشكل صراع الريح والماء فحسب خلفية لصراع ثنائي هائل بين أهورامازدا، وخلفائه من ناحية "وأهزيمان" من ناحية أخرى. ولم يكن إلا عن طريق ما وهب به تيستار Tistar إله النجوم من "قوة عشرة جياد قوية وعشرة جمال قوية، [1] المرجع السابق ص 152، ص 154، ص 155 بتصرف.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 336