نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 289
الجماعة بذاتها وأنها غير صابئة، ونرفض ما فيها من تعليقات، ولا سيما أن ابن النديم نقلها من غير تعليق وأسندها إلى غيره، وبذلك تتعاون النصوص على إثبات الصابئة للحرانيين.
وسواء قوى شيئا نص ابن النديم أو ضعف أمام نسبة الصابئة إلى حران فإن هناك شيئا جوهريا ينبغي التعقيب عليه وهو أن الصابئة المذكورة في القرآن ليست هي صابئة حران[1]. [1] يقول السيد عبد الرازق الحسيني في كتابه: الصابئة قديما وحديثا ص21: من المتعذر جدا أن يوفق الباحث إلى معرفة ما بين هذه الفرق من الرابطة؛ فقد ذكر القرآن قسما من الصابئة وفسرها المفسرون بعد أن نسبوا لها أصولا تختلف كثيرا عن الصابئة الحرانية، كما أن هذين القسمين من الصابئة يختلفان كثيرا عن صابئة البطائح المبثوثين الآن في مدن العراق النهرية.
والحق أن كل فرقة من هذه الفرق تختلف في أصول معتقداتها عن الأخرى اختلافا واسعا فقد سكن الصابئة الذين ورد ذكرهم في القرآن بلاد العرب ومصر قبل الإسلام وقبل النصرانية واليهودية وقد انقرضوا وعفت أخبارهم، فأصبح من المتعذر علينا بيان متعقدهم بالتفصيل.
صابئة الهند:
صابئة الهند منزعها الثوابت من حيث إنهم رابطوا عبادتهم بزحل وزحل من شأنه البقاء والثبوت وهم الذين قالوا بالتناسخ والحلول.
1- التناسخ: يعني لديهم أن تتكرر الأدوار والأطوار إلى ما لا نهاية ويحدث في كل دور مثل ما حدث في الأول.
وأن الثواب والعقاب سيحدث في هذه الدار لا في دار أخرى لا عمل فيها.
2- الحلول: يعني لديهم أن الشخص ربما يحدث ذلك منه بحلول ذاته وربما يكون بحلول جزء من ذاته على قدر استعداد المزاج الشخصي.
والهياكل تحل فيه، فينطق بلسانها ويبصر بعينها ويسمع بآذانها ويقبض بيدها ويبسط بها[1]، وفي هذا يقول مجاهد: هم قوم لا دين لهم ليسوا بيهود ولا نصارى. [1] الملل والنحل "2: 501" تحقيق د/ محمد بن فتح الله بدران.
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 289