نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 284
صابئة الأشخاص:
أما الصابئة الذين فزعوا إلى أشخاص، فقالوا: إذا كان لا بد من متوسط يتوسل به إذا كان من الروحانيات، فإننا لا نستطيع رؤيته، ولا مخاطبته، وإذا أخذنا هياكلها وسائط، فإن الهياكل قد ترى في وقت، ولا ترى في آخر؛ لأن لها أفولا وطلوعا.
لذلك كان لا بد لنا من صور أشخاص موجودة قائمة منصوبة نصب أعيننا نعكف عليها، فاتخذوا: أصناما "أشخاصا" على مثال الهياكل السبعة وصورها
إلى أشكال مختلفة من الصور المادية، فأدى هذا التحول إلى دراسة الفلك وتكوين علم له، فالذين نزعوا إلى الهياكل التي هي السيارات السبع درسوا بيوتها ومنازلها ومطالعها ومغاربها واتصالاتها على أشكال الموافقة والمخالفة، مترتبة على طبائعها، وتقسيم الأيام والليالي والساعات عليها ثم تقدير الصور والأشخاص والأقاليم، والأمصار عليها.
واستطاعوا من خلال رصدهم لها: أن يعيِّنوا اليوم فـ "زحل" أو غيرهم مثلا ليوم السبت، وراعوا فيه ساعته الأولى، وتختموا بخاتمه، والمعمول على صورته، وهيئته، وصفته، ولبسوا اللباس الخاص به. وتبخروا ببخوره الخاص، ودعوا بدعوته الخاصة به، سألوا حاجاتهم منه، وترتب على هذا الاتجاه الديني نحو الكواكب أن تسرب إلى الدين نوع من الوثنية وأخلاط من الشرك، هذا من جانب، ومن جانب آخر، نتجت دراسة طيبة تكون منها علم الفلك، ثم النهاية: خلطوا الطلسمات المذكورة في كتب السحر، والكهانة، والتنجيم، والتعزيم، والخواتيم، وخلطوها كلها بعلم الفلك.
يقول ابن حجر معللا:
وكانت علومهم أحكام النجوم، مع ذلك كان السحرة منهم يستعملون سائر وجوه السحر، وينسبونها إلى فعل الكواكب؛ لئلا يبحث عنها وينكشف تمويههم[1].
وهؤلاء هم الصابئة الفرس، والنبط، والروم، والهند. [1] فتح الباري "10: 181".
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم جلد : 1 صفحه : 284