responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 22
وفي عبادة الحجر والشجر وأشكال الوثنية المختلفة توسع من الإنسان في معنى المقدس، ونلاحظ من وراء توسع الإنسان في الرمزيات المقدسة شيئا جوهريًّا يدفعه؛ ليحدث هذا التوسع؛ ذلك هو: شعور الإنسان بإرادته وحريته وخوفه من الكون وليس حبه له.
وعلى رداءة الوثنية في مظهرها نجد أن معنى الحرية الإنسانية كامن فيها، فالإنسان الوثني شاء أن يقدس، فصنع إلهه، واختار حجره، ومثل شكله، وحدد مكانه، فأقامه، ثم إن شاء أن يستبدل بحجر آخر أو بشكل أحسن، ثم إن شاء الإنسان الوثني أن يسخر من إلهه، فعل غير مبالٍ لمعنى تقديسه فهنا سيطرة للإرادة الإنسانية على ما صنعت من رمزيات المقدس.
لكنها حرية وجلة ذليلة حين منحت عظمتها لرمزيات ضئيلة لا تغني عنها شيئا ولكن لماذا فعلت ذلك؟
نرى -من وجهة نظرنا- أن التوسع في مفهوم المقدس يرتبط أيضا بمعنى الخوف المتزايد عند الإنسان الشرقي، وذلك حينما عجز الإنسان عن فهم الكون، ثم خافه فقدسه، فصفة الخوف من الكون استغلها دعاة الأديان الوضعية المتعددة في الشرق؛ فالديانات الوضعية المتعددة وراءها نزعة الخوف الناشئة من عدم تعقل الوجود.
فالإفراط في المظهر التقديسي للأشياء مظهر من مظاهر الخوف.
والتوسع في مفهوم المقدس: فيه راحة لوجدان الشرقي، وإلغاء لعقله وإلا فلماذا توسع في المقدس وهو يعلم أن التوسع ليس من مصلحة العقل.
لذلك نقول -ومن غير إفراط- فيما نقول: إن الشرقي عندما يعجز عن فهم الشيء يخافه، ثم لا ينصرف عنه حتى يخلع عليه أثرا من آثاره النفسية، وهو التقديس، ومن خلال نزعة الخوف الكامنة في نفسه من الوجود تسهل قيادته، كذلك يتميز الشرقي بالإسراف في فهم ذاته، وذلك من خلال نصوص مقدساته فلا يكف عن نجوى ذاته بها.
فاليهودية تقول: نحن أبناء الله وأحباؤه، نحن شعبه المختار.
والمسيحية تقول القول نفسه مع اعتقادهم بأنهم أمة الخلاص.

نام کتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي نویسنده : الفيومي، محمد إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست