نام کتاب : بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 26
وقوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [1]، وقال تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [2].
فكيف يسوغ لأحدٍ من المشركين بعد هذا أن يقول: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} فمشيئة الله - تعالى - الشرعية عنهم منتفية، لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله. وأما مشيئته الكونيّة وهي تمكينهم من ذلك قدرًا فلا حجّة لهم فيها، قال: "ثمّ إنّه تعالى قد أخبر أنّه أنكر عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرّسل" انتهى.
فهم لم يريدوا بهذا الكلام الاعتذار عن ارتكاب القبيح، لأنّهم لا يعتقدون قبح أفعالهم بل هم {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} ، وهم إنّما يعبدون الأصنام ليقرِّبوهم إلى الله زلفى، فلم يريدوا بذلك إلاّ الاحتجاج على أنّ ما ارتكبوه حقٌ ومشروع ومرضي [1] سورة الزخرف، الآية: 45. [2] سورة النّحل، الآية: 36.
نام کتاب : بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 26