نام کتاب : بحث عقدي في لفظ السيد نویسنده : يوسف بن محمد السعيد جلد : 1 صفحه : 172
المبحث الثاني: معنى هذا الاسم الكريم
إذا أطلق السيد على الله ـ تعالى ـ فهو بمعنى المالك والمولى والرب [1] .
قال الحليمي ـ رحمه الله تعالى ـ: ((ومعناه: المحتاج إليه على الإطلاق، فإن سيد الناس إنما هو رأسهم الذي إليه يرجعون، وبأمره يعملون، وعن رأيه يصدرون، ومن قوته يستمدون.
فإذا كانت الملائكة، والإنس والجن خلقا للباريء ـ جل ثناؤه ـ لم يكن بهم غيبة في بدء أمرهم وهو الموجود، إذ لو لم يوجدهم لم يوجدوا، ولا في الإبقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض أثناء البقاء كان حقا له ـ جل ثناؤه ـ أن يكون سيدا، وكان حقا عليهم أن يدعوه بهذا الاسم)) [2] .
فالسؤدد كله حقيقة لله، والخلق كلهم عبيده، إذ إن الله ـ تعالى ـ هو المالك لعبيده، فنواصيهم بيديه، المتولي أمرهم، القائم على كل نفس بما كسبت، فما من معنى من معاني السيادة إلا ولله ـ تعالى ـ أكمله.
قال ابن الأنباري ـ رحمه الله تعالى ـ: ((والسيد هو الله، إذ كان مالك الخلق أجمعين، ولا مالك لهم سواه)) [3] .
وقال الأزهري (ت 370) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وأما صفة الله ـ جل ذكره بـ (السيد) ، فمعناه أنه مالك الخلق، والخلق كلهم عبيده)) [4] .
وقال أبو سليمان الخطابي (ت 388) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((قوله: السيد [1] انظر: حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن قاسم (ص394) . [2] المنهاج في شعب الإيمان (1/192) ، وانظر: الأسماء والصفات للبيهقي (1/69) . [3] تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، مادة (ساد) (13/35) . [4] لسان العرب (3/229) .
نام کتاب : بحث عقدي في لفظ السيد نویسنده : يوسف بن محمد السعيد جلد : 1 صفحه : 172