نام کتاب : الولاء والبراء في الإسلام نویسنده : القحطاني، محمد بن سعيد جلد : 1 صفحه : 420
عن الأديان والأوطان!
ويزيد هذا الأمر إيضاحاً ما قاله معروف الدواليبي (.. إننا نشاهد منذ المنتصف الثاني لعصرنا الحاضر من القرن العشرين تطلعاً كبيراً نحو إقامة الحياة البشرية على مفاهيم وقواعد إنسانية، ورغبة أكيدة من قبل رجال الفكر والعلم وقادة السياسة للانتقال بالمجتمع الإنساني المتمايز المتناحر إلى مجتمع إنساني واحد متعاون وذلك في إطار "وحدة الأسرة البشرية" من غير تفاضل بين الأقوام إلا بالتقوى، وفي إطار "حق الجميع في الحياة الكريمة " من غير تمايز في الأعراق أو في الأجناس أو في الأديان وفي إطار " وحدة المصالح الاقتصادية للجميع" من غير استئثار من قبل الكبار والأقوياء على حساب الصغار والضعفاء. وفي إطار "العدالة المطلقة بين الجميع حماية لسلام الإنسان"، ثم ذكر أن هيئة الأمم المتحدة أخذت تدعو لهذه المفاهيم العالمية الجديدة التي (تدعو إلى محو التمايز فيما بين الأسرة البشرية وأجناسها، قومياً وعرقياً واقتصادياً وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان) [1] . [1] مجلة رابطة العالم الإسلامي الشهرية العدد الخامس، السنة التاسعة عشرة، جمادي الأولى سنة 1401هـ هذا ومن الجدير بالذكر أنه قد ورد في مجلة العربي الكويتية في العدد 267 ربيع الأول سنة 1401هـ مقالان حول هذه الدعوة.
الأول منها: (ص 18) للدكتور محمد فتحي عثمان تحدث فيه عن "المسلمون والآخرون" وطالب المسلمين المعاصرين في إعادة النظر حول قضية دار الحرب ودار الإسلام، وأن هذا تقسيم غير صحيح، ولا يدل عليه الكتاب ولا السنة، بل هو من صنيع الفقهاء مبيناً أن الخلافة الإسلامية كانت صورة تاريخية وهي لم تعش طويلاً فعلى المسلمين ألا يفكروا فيها مرة أخرى، وعليهم إعادة النظر في قضية العلاقات الدولية مع العالم المعاصر، لكي يتقنوا فن التعاون الدولي مستفيدين من إعادة نظر الولايات المتحدة العملاقة في سياستها إزاء الكساد الاقتصادي في الثلاثينات من القرن العشرين. وكذلك ما حدث في الكتلة الشرقية حين عدل خروشوف عن سياسة سلفه ستالين.. الخ.
والكاتب يرى التعديل في المفاهيم الإسلامية مثلماً يرى أرباب القانون الوضعي تعديل قوانينهم القاصرة وكأنه يجهل أو يتجاهل أنه لا مقارنة بين الدين الرباني الذي نزل من الحكيم الخبير وبين أفكار البشر القاصرة الهزيلة، وهذه الدعوة فيها خدمة لمبدأ العالمية ودعوة غير مباشرة لإبطال شرعية الجهاد في الإسلام.
= أما المقال الثاني: وهو أخبث من سابقه فهو لفهمي هويدى بعنوان "المسلمون والآخرون أشواك وعقد على الطريق" (ص49) وهذا المقال يدعو لما دعا إليه الكاتب السابق مع زيادة هي: تجهيل علماء المسلمين ووصمهم بعدم معرفة دلالات النصوص وملابساتها، قائلاً: إن تلك المرحلة - يريد مرحلة التاريخ الإسلامي الطويلة المشرقة - كانت لها حساباتها وموازينها الخاصة التي لا يمكن تعميمها على بقية مسيرة التاريخ البشري ومؤكداً "أنه ليس صحيحاً أن المسلمين صنف متميز ومتفوق لمجرد كونهم مسلمين، وليس صحيحاً أن الإسلام يعطي أفضلية لهم، ويخص غيرهم بالدونية لأنهم كفار ويكفي أن هذا الكلام فضلاً عن كونه دعوة لمبدأ الإنسانية الماسوني هو أيضاً صورة واضحة من صور الولاء للكفار لأن هذا الكلام الذي ساقه هويدى أمنية للكفار أن يتحدث به أبناء المسلمين لكسر التميز الذي ينبني على الولاء والبراء والحب والبغض حسب المقياس الإسلامي الصحيح فعلى المسلمين أن يتبينوا مواقع الزلل والانحرافات في مثل هذه الدعوات الإلحادية.
نام کتاب : الولاء والبراء في الإسلام نویسنده : القحطاني، محمد بن سعيد جلد : 1 صفحه : 420