قال تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] [1] .
والله تعالى مُنزَّه عن الظلم، ومُتصفٌ بالعدل، فلا يظلم أَحدا مثقال ذرة، وكل أَفعاله عدل ورحمة، قال الله تعالى:
{وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 29] [2] .
وقال: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: 49] [3] .
وقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء: 40] [4] .
والله تعالى لا يُسأل عمَا يفعل وعماَ يشاء، لقوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23] [5] .
فالله تعالى خلق الإنسان وأَفعاله، وجعل له إِرادة، وقدرة، واختيارا، ومشيئة وهبها الله له لتكون أَفعاله منه حقيقة لا مجازا، ثم جعل له عقلا يُميِّز به بين الخير والشرِّ، ولم يحاسبه إِلا على أَعماله التي هي بإِرادته واختياره؛ فالإنسان غير مُجبر بل له مشيئة واختيار فهو يختار أَفعاله وعقائده؛ إِلَّا أَنَّه تابع في مشيئته لمشيئة [1] سورة النساء: الآية، 79. [2] سورة ق: الآية، 29. [3] سورة الكهف: الآية، 49. [4] سورة النساء: الآية، 40. [5] سورة الأنبياء: الآية، 23.